أيام معدودات وتحط رحالها لجنة استقطاب المواهب الكروية لمواليد السعودية المقيمين في منطقة جازان يومي 22 و23 محرم الموافق 12 و13 أكتوبر، العادات والتقاليد في جازان يستقبلون ضيوف المنطقة بالفل والكادي هذا ما سيحدث في استقبال أعضاء اللجنة فرحة بقدومهم وترحيباً بهم.
من يعرف الفل الجازاني يدرك أنه مصدر للفرح والبهجة لكن الأمر هذه المرة مختلف وهو يستقبل هذه اللجنة وكأن لسان حاله يردد ما قاله الشاعر أحمد السيد:
حزينة كلها الليلة "امردايم"
بلا ساقي ولا قاطف وناظم
وريح أحبابنا في الدار حايم
مسافر صاحبي ياغارة الله
الشاعر في هذه القصيدة يقصد بحزن شجرة الفل "امردايم" فراق محبوب بسبب السفر، الأمر لا يختلف رياضياً "الفل" في جازان اليوم حزين بسبب سفر رياضة جازان وفراق أهلها من ثلاث سنوات!.
تعمدت أن أستهل مقالي بقصيدة شعرية لأن معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ "شاعر" ويدرك معنى الشوق في القصيدة ومقدار الألم عند فراق شيء يعشقه القلب حينها تبكي الحروف ليغسل بحر القصيدة دموعها.
قد تسأل يا معالي الرئيس ما سبب حزن رياضة جازان؟!.
الحزن سببه الرئيس أن المواليد سوف يلعبون في ملعب مدينة الملك فيصل الرياضية التي حرم منها المواطن.. فهل يعقل ذلك؟!.
في يناير 2017م، في هذه الزاوية نفسها، كتبت مقالاً عنوانه: التهامي وحطين مظلومان.. من ينصرهما؟.. وكتبت بالنص:
"قرار لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي نقل مباريات أندية جازان لخارج مناطقها، ظلم الأندية، في ظل غياب تكافؤ الفرص بالمنافسة، ولقد دفع الضريبة ناديا التهامي وحطين بهبوطهما من دوري الدرجتين الثانية والأولى.
الظروف في الحد الجنوبي تختلف من منطقة إلى أخرى، الموقف في نجران يختلف كثيرًا عن جيزان المدينة التي فيها الحياة طبيعية، ولا تأجيل للمدارس أو تقليص لمدتها، رحلات الطيران مستمرة حسب جدولتها، فقط في أيام معدودة لا تذكر تأجلت في بداية أيام عاصفة الحزم".
معالي الرئيس:
لم ولن نفقد الأمل في جازان... قبل ثلاثة أشهر كتبت مرة أخرى عن المعاناة نفسها مقالاً عنوانه:
"معاناة أندية جازان يا ولي العهد!!"... وكتبت بالنص:
"في السابق كانت أندية جازان المشاركة في دوري الدرجة الأولى أو الثانية تلعب المباريات خارج جازان، بينما دوري المنطقة لكافة الفئات السنية والألعاب يقام في مدينة الملك فيصل الرياضية في مدينة جيزان.
وبدلاً من أن تحل المعاناة السابقة، صدر قرار جديد بمنع إقامة أي نشاط رياضي في جازان سوف يساهم في معاناة الأندية التي في الأصل تعاني من ضعف مواردها المالية، فرع الهيئة العامة للرياضة في منطقة جازان، خاطب أندية المنطقة بالخطاب 2119 بتاريخ 15ـ 10ـ 1438هـ، نصه:
"نظراً لقرب بدء الموسم الرياضي الجديد 1438هـ ـ 1439هـ، واستعداداً لعمل جدول دوري المنطقة لكافة الألعاب والدرجات، عليه نأمل موافاتنا بالألعاب والدرجات التي يرغب النادي المشاركة فيها في هذا الموسم.
ونحيطكم بأن توجيه الهيئة العامة للرياضة المبني على توجيه وزير الداخلية، يتضمن إقامة الأنشطة الرياضية لأندية المنطقة خارج منطقة جازان، ما لم تردنا توجيهات أخرى بهذا الخصوص"".
معالي الرئيس:
حتى تدرك حجم المعاناة بالأرقام الزميل عبدالله سهل نشر في صحيفة الوطن تقريراً كشف من خلاله هذه التفاصيل:
"2377 لاعباً يتضررون من قرار نقل 500 نشاط رياضي لأندية جازان خارج المنطقة.. نادي جازان لذوي الاحتياجات الخاصة معاناة 150 لاعباً بسبب السفر خارج المنطقة للمشاركة في 25 نشاطاً".
لا يبقى إلا أن أقول:
الأمر الغريب أن أهالي جازان ممنوعون من اللعب في أرضهم ويسمح لمنتخب شباب ألعاب القوى بإقامة معسكر في جازان ولجنة الحكام الرئيسية في الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر من مرة تقيم معسكر الحكام الواعدين في المدينة الرياضية نفسها، ودوري الجامعات، وقريباً مواهب المواليد من المقيمين!.
سنوياً تحتضن جازان أكثر من مهرجان بجوار المدينة الرياضية يزور هذه المهرجانات مليون زائر، إلى جانب ذلك الأسبوع الماضي كان حفل أوبريت اليوم الوطني في الملعب الممنوع من ممارسة النشاط الرياضي على أرضه!.
معالي الرئيس كلنا أمل في الله ثم فيك بتشكيل لجنة لدراسة عودة مزاولة النشاط الرياضي في مدينة الملك فيصل الرياضية في جازان التي تبعد عن الحدود 100 كلم، فالوضع لله الحمد مطمئن لا يبعث أي قلق من عودة النشاط الرياضي في المنطقة.
للإحاطة.. كل مقال أكتبه في هذا الشأن يكون الرد من المسؤولين في الهيئة العامة للرياضة بأن قرار المنع صادر من الجهات الأمنية.. فلماذا لا تشكل لجنة لدراسة هذا القرار لأن أسباب المنع السابقة لم تعد موجودة؟!.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
لماذا ممنوع المواطن يركل الكرة في ملعب جازان ويسمح للمواهب المواليد من المقيمين؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..