قبل موسمين ونيّف، أو بمعنى أدق في الموسم الأول لاستلام الأمير نواف بن سعد دفة قيادة الإدارة الهلالية، أبقى الأمور في غالبها على ما هي عليه، سواء الجهاز الفني أو الطبي، وحتى اللاعبين الأجانب "فقط استبدل سامراس الملغى عقده قبل توليه ونيفيز، بالثنائي إداوردو وألميدا"، ولم يستقطب الفريق أي عنصر محلي.
في منتصف الموسم ذاك، طلب المدرب "دونيس" من الإدارة "مهاجمًا أجنبيًّا"، بدلاً من أحد قلبي الدفاع؛ نظرًا لحاجة الفريق الماسة إلى وجوده، لكن الإدارة اعتذرت لسبب وجيه، حيث أبلغت المدرب بأن الخزينة الزرقاء لا يوجد بها سوى سبعة ملايين يورو وهناك مديونيات واجبة التسديد، وبالتالي فضّلت السداد على الحل الوقتي بدلاً من تراكم الديون.
هذه القصة أعرفها في حينها، ولا أعلم هل انتشرت.. وهدفي الآن من سردها إيضاح جزء من الفكر الإداري الأزرق الذي تميّز بالتخطيط بعيد المدى، والبعد عن الحلول المسكنة والوقتية.
مع نهاية الموسم "غير الناجح" في الثقافة الهلالية المتفردة، رغم أن الفريق حقق بطولة، إلا أنها عند الزعماء لا تكفي. بدأت الاستعدادات للموسم الجديد بعد التخلص من الحمل المتمثل في الديون، حيث تم التعاقد مع "ثلاثي أجنبي وخماسي محلي دولي"، وتمت مخالصة كثير من الأسماء المحلية، وباتت القائمة الهلالية أشبه بـ "النموذجية"، حيث باتت الدكة تماثل الأساسية، وأعطت خيارات متعددة ومتنوعة للمدرب، لم يقدر استثمارها "ماتوساس" على طريقة "من باع درّا على الفحّام ضيّعه"، وتم استبداله بالداهية "رامون دياز"، الذي حقق موسمًا ناجحًا، وما زال يواصل مشوار النجاح،
وما زالت الإدارة الهلالية تتفرّد؛ فبعد قرار هيئة الرياضة بإلزام الأندية بعقد الجمعيات العمومية، وكشف حجم الدين، ظهرت الخزينة الزرقاء "فائضة" على عكس الكل، وليس الجلّ، وبعد ذلك قامت بخطوة استباقية للتخصيص، وتعاقدت مع "ملعب جامعة سعود"؛ ليكون الملعب الرئيس للنادي، وهي خطوة جبارة تنم عن فكر إداري سليم.
ومع كل هذا، ما زالت الجماهير الزرقاء تنتظر "الراعي الرسمي" على القمصان، على أن يكون بحجم اسم ومكانة زعيم آسيا، وما زالت تنتظر أن يتحرك "المتجر"، ويكون متواكبًا مع التطورات الأخيرة تحديدًا.
الهاء الرابعة
قد يعشق المرء من لا مال في يده
ويكره القلب من في كفه الذهب
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب