ـ الشِّعر خِلْسَةٌ و الرِّواية إمْعان!.
ـ الفنّ متعة، و المتعة تضم بين جناحيها، كثيراً أو قليلاً، من النشوة و من اللّذّة، لكنها أوسع منهما وأرفع، أعمّ و أهمّ!.
ـ فللنّشوة نهاية، و للّذّة مُنتهى!.
ـ للنشوة نقطة موت، و للّذّة نقطة وصول!، أما المتعة فلها غاية!.
ـ و هذا يعني أن لها روحاً، أنها روح، أو أنها أقرب إلى عوالم الروح، بينما اللّذّات و النشوات أقرب إلى عوالم الجسد!.
ـ هل لأهل الفنون و الآداب سِنّ معيّنة، تتجلّى فيها إبداعاتهم، و يزخر فيها العطاء، أكثر من غيرها؟!، أظن نعم!.
ـ أظن أن الشعر للصِّبا وأوّل العمر، بينما الرواية لما بعد الأربعين منه!.
ـ ذلك لأن الشعر حركة، بينما الرواية تأمّل في حركة!.
ـ والمسرح بينهما: خليط من الحركة و من تأمّلها!.
ـ ربما لذلك تكون خلافات الشعراء، و صراعاتهم، و لنقل بقليل من المرارة، و عداءاتهم، تكون في أوّل العمر، ثم هي في آخره تتحوّل إلى صداقات، مُسانِدَة و مُدافِعة، وأخوّة مُحِبّة و مُتَفَهِّمَة!.
ـ بينما يحدث العكس مع الروائيين، في بداياتهم المبكّرة، في أول العمر، تكون العلاقات فيما بينهم راسخة، و المودّة وافرة الخصوبة، يكادون يشكّلون حزمةً أو حِزْباً!، ثم بعد ذلك تنفلتُ العُرَى، والألسنة!.
ـ الشاعر يبحث عن الخلود، الروائي يفكّر فيه و يتأمّله، المسرحي يفتح الستارة و يغلقها عليه!، أما الفيلسوف فهو الثلاثة معاً و ليس أيّاً منهم في نفس اللحظة!.
ـ في داخل الفيلسوف دائماً شاعر ومسرحي وروائي، لكنهم لا يترتّبون حسب السِّنّ، ولا يتقدّم فيهم أحدٌ على أحد، بل ولا ينفصل عنه، و هو بعدم انفصاله عنه يُلغيه، أو يكاد أن يفعل!.