النادي الأهلي المصري عنوان للنجاح والإنجاز، نادي القرن في قارة إفريقيا، والأكثر حصولاً على البطولات في مصر والقارة، لم يكفه أن يكون النجم الأسطوري محمود الخطيب من إنتاجه، ولا أن يكون صالح سليم من بين رجاله، ولا إن كان أول ناد للمصريين في مصر 1907 م والزعيم سعد زغلول الرئيس الشرفي الأول له، ولا أن تكون أولى بطولاته سنة 1923، هو نهر جار من الفخر والعز.
الأندية العظيمة لا تصبح عظيمة هكذا بالصدفة أو التمني، ولن تصبح في يوم ما عظيمة إن ظلت دون تحصيل دائم ومستمر للبطولات وصنع النجوم والرجال، وما لم تجعل صفحات التأريخ مفتوحة لها على الدوام، الأهلي حصل على أول بطولة دوري تقام في مصر سنة 1949، وضم لها الكأس وظل محتكراً البطولة حتى 1955 خمس مرات متتالية، وفي خزانته 21 بطولة إفريقية في كرة القدم.
الأهلي تأهل بالأمس القريب للنهائي القاري على حساب النجم التونسي، وهو حامل لقب الدوري المصري "39 مرة" والكأس "36 مرة"، والسوبر المصري تسع مرات، ويستعد لانتخابات رئاسية وفي جمعيته العمومية أكثر من 50 ألف عضو عامل، و50 ألف منتسب، و20 ألف رياضي، ويصل مبلغ الاشتراك السنوي للفرد 350 ألف جنيه، معلومات وحقائق أكثر غير هذه تحصل عليها بكبسة زر عن ناد مازال منذ أكثر من مئة عام يحتاج إلى من يحدث معلوماته عنه كل عام على الأقل.
لكن الأهلي في نظر خصومه، النادي الذي يعمل اتحاد الكرة من أجله الكثير حتى يفوز، ويحرص مدرب المنتخب على أن يجامله بضم أكثر عدد ممكن من لاعبيه إلى تشكيلة المنتخب، والنادي الذي يسنده الإعلام ولولاه لسقط، والأكثر استفادة من قرارات الحكام، والمفضل للحكومة ورجالات الدولة، كثير من الشتيمة من على المدرجات، وقليل من التأثير على مسيرته في أرض الملعب، فالمسألة لا تحتاج إلى أن يفكر أي عاقل في أن هذا النادي وقد صاحب المجد من كل أطرافه ألا تجتمع عليه الجن والإنس لإسقاطه، إن لم يكن في الميدان فعلى الأقل من العيون.
الفكرة أن أي ناد لا يكون بمثل هذا الحجم لا يمكن لجماهيره أن تلجم غيرتها أو أن يملأ ناديها العاجز عيونها بالقدر الذي يجعلها لا ترى غيره، وهذا ما يترجمه واقع الأندية الكبيرة في كل أنحاء العالم مع منافسيها الذين لم يعد لهم قدرة على المنافسة فتحولوا إلى خصوم، فأصبح كل اهتمامهم التشكيك في كل ما ينجزه، والتشجيع ضده في كل مدرج ومن على كل منبر.. ما لم تتغير هذه السياسة سيستمر "الأهلي المصري" ومن مثله، ولن يلحق بهم منافسوهم للأبد.