بدأت المسألة كلعبة، قبل أن تتحوّل إلى مقالة: كنا نتخيل ما تكون عليه الأرض بعد ألف عام مثلاً، وكان رأيي:
ـ ربما تقوم في المئة عام المقبلة حرب على المياه وربما لا تقوم، غير أنني أتخيّل أنهم بعد ألف عام سيضحكون على الحرب أو مجرّد الفكرة، ذلك لأن المياه العذبة الصالحة للشرب تكون متوفرة بشكل لا يسمح لغير التندر على الأمر والاستغراب منه.
ـ سيكون بمقدور أي أحد أن يغرف من البحر أي كميّة، وما أن يذوِّب فيها كبسولة صغيرة حتى تصبح عذبة صالحة للشرب والسقاية.
ـ الكهرباء لن تكون مجّانيّة فقط، لكنها أيضاً ستكون متوفّرة في كل مكان، بضغطة زر على جهاز صغير يحمله كل إنسان، أو بما هو أيسر، يمكن لها أنْ توجد، فيتمكن الإنسان من استخدامها في الإضاءة وتشغيل أي أجهزة وأي مُعدّات.
ـ وسائل نقل جديدة، ستحل محل كل وسائل النقل الحاليّة، سيبدو استخدام السيارة أكثر غرابة من استخدام الجَمَل للتنقل في المدينة، ومن استخدام الخيل للذهاب إلى العمل، وسوف تكون السرعة هائلة مع أمان مضاعف مئة مرة على الأقل.
ـ كلمة سياحة سوف تعني الخروج من كوكب الأرض إلى كواكب أخرى، فيما عدا ذلك فإنها سياحة داخليّة!.
ـ كل ما هو مسجّل من أمراض، ستتوفّر له علاجات ناجعة بإذن الله، ولسوف تتوالد أنواع جديدة من الأمراض غير هذه التي نعرف اليوم، وفي غالبيتها ستكون نفسيّة، وعلاج معظمها يتوفّر بسرعة، معظمها أو جميعها، فيما عدا الغرور والكِبْر.
ـ البيئة ستكون صحيّة جداً، ولسوف تتم معالجة دخان المصانع بطريقة تجعل منه مفيداً، وربما ضرورياً لزيادة النقاء في الجو، ولسوف يمكن للجميع التدخين، لأن سجائر ذلك الزمان ستكون صحيّة، ولدخانها منافع طيبة.
ـ ستحدث أعاجيب، وسيصل الإنسان إلى ما يظنه سيطرة تامّة على الأرض، والداء الذي لن يجد له الإنسان علاجاً وقتها، سيكون الكِبْر والتبختر غروراً بمثل هذه السيطرة.
ـ الأرض ستأخذ زخرفها كاملاً، أو على نحو لا نقدر اليوم حتى على تخيّله، الإنسان مقبل على زينة وزخارف لم يسبق لها مثيل، وسواء حدث ذلك قبل ألف عام أو بعده فالمهم أنه سيحدث، ذلك لأن الوصول إلى مثل هذا الحد من التمام والسيطرة، مذكور في القرآن الكريم، وأظنه والعلم عند الله من علامات القيامة، فهي لا تقوم قبل حدوثه.
ـ يقول تعالى: "حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنَت وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تَغْنَ بالأمس".