لكل قضية أكثر من وجه، وفي العادة يكون تبني موقف مساند لهذا الرأي أو لغيره من الآراء يعتمد على درجة الاستفادة، والذين يعتقدون أنهم منزهون عن الوقوع في حبائل هذا التوصيف لم يوجدوا بعد على الكرة الأرضية.
نعم هناك من يتحرى الحقيقة ويبعد عن مواطن الزلل ما أمكن لكن خلاصه يظل نسبياً وليس كلياً إذ لا يمكن للمرء أن يتخلص من تصوراته المسبقة أو ظنونه التي تحيك في نفسه بالقدر الذي يجعله يرى الأمور تبدو أمامه واضحة، الوضوح الذي يخوله لإصدار الأحكام بحقها وهو مطمئن النفس إلى أنه إنما يقول الحق ويدافع عن الحقيقة، وطبعاً هنا لا أضع في حسباني البعض ممن يتوهمون أنهم النموذج كحالة مرضية يعيشونها أو من واقع خبثهم الذي يصور لهم أنهم قادرون على تمرير ما يريدون بما فيها نقاءهم وعفافهم وأمانتهم وخلافه من الألقاب والصفات التي يخلعونها على أنفسهم تماماً بما يشبه وقف إطلاق النار من جانب واحد، إنما أقصد الأسوياء الذين وإن أخطؤوا إنما تدفعهم كما قلت تصوراتهم المبدئية وظنونهم بمقدار الكسب الذي سيحققونه وإن لم يشعروا بذلك بسبب الانكفاء على محيطهم الذي من خلاله يقدرون المصالح والمفاسد.
في الإعلام يجب أن تكون الحالة أقل سوءاً من ذلك لأن هناك معايير ومحددات يمكن لها أن ترسم خارطة طريق للأصح وللأدق معلومة وللأنضج رأياً وللأكثر موضوعية نقداً، وأعتقد أن منهج الوسيلة الإعلامية في التعاطي مع الأحداث والقضايا هو الفيصل، ووجود من يراقب سير الحركة والتحكم بها وفق ذلك هو الضامن الأكيد لناتج إيجابي مهما كثرت الاجتهادات الصحفية أو الاختلافات في الرأي، ولعل أكثر ما يفسد على وسائل الإعلام فرضية الانضباط هذه هو إما التراخي أحياناً في المراقبة لأسباب وظيفية بحتة أو شخصية كالتهاون وكسل المتابعة أو السماح للآخرين ممن لا يمثلونها بشغر مساحات أو زمن أكثر ليس مما يستحقون فقط ولكن بالقدر الذي يرجح كفة تواجدهم الشخصي على منهج الوسيلة الإعلامية.
حرية الرأي مطلب لكن لمن يستحق أن تعطى له.. لمن تقف حريته عند حدود ضرر الآخرين والمساس بهم وبالمصالح العليا.. حرية الرأي ليست أمراً هلامياً وحرية الإعلام ليست بتصديره لكل شيء ولكن لما يشاء مما هو متاح حسب تقديراته.. يمكن لنا أن نقول رأينا ولكن في حدود أنه أولاً رأي يقبل الخطأ ثم إنه ليس بالضرورة أن يقتنع به غيرنا أو يجعله هدياً ونبراساً.
.. للموضوع بقية..
رئيس التحرير
نعم هناك من يتحرى الحقيقة ويبعد عن مواطن الزلل ما أمكن لكن خلاصه يظل نسبياً وليس كلياً إذ لا يمكن للمرء أن يتخلص من تصوراته المسبقة أو ظنونه التي تحيك في نفسه بالقدر الذي يجعله يرى الأمور تبدو أمامه واضحة، الوضوح الذي يخوله لإصدار الأحكام بحقها وهو مطمئن النفس إلى أنه إنما يقول الحق ويدافع عن الحقيقة، وطبعاً هنا لا أضع في حسباني البعض ممن يتوهمون أنهم النموذج كحالة مرضية يعيشونها أو من واقع خبثهم الذي يصور لهم أنهم قادرون على تمرير ما يريدون بما فيها نقاءهم وعفافهم وأمانتهم وخلافه من الألقاب والصفات التي يخلعونها على أنفسهم تماماً بما يشبه وقف إطلاق النار من جانب واحد، إنما أقصد الأسوياء الذين وإن أخطؤوا إنما تدفعهم كما قلت تصوراتهم المبدئية وظنونهم بمقدار الكسب الذي سيحققونه وإن لم يشعروا بذلك بسبب الانكفاء على محيطهم الذي من خلاله يقدرون المصالح والمفاسد.
في الإعلام يجب أن تكون الحالة أقل سوءاً من ذلك لأن هناك معايير ومحددات يمكن لها أن ترسم خارطة طريق للأصح وللأدق معلومة وللأنضج رأياً وللأكثر موضوعية نقداً، وأعتقد أن منهج الوسيلة الإعلامية في التعاطي مع الأحداث والقضايا هو الفيصل، ووجود من يراقب سير الحركة والتحكم بها وفق ذلك هو الضامن الأكيد لناتج إيجابي مهما كثرت الاجتهادات الصحفية أو الاختلافات في الرأي، ولعل أكثر ما يفسد على وسائل الإعلام فرضية الانضباط هذه هو إما التراخي أحياناً في المراقبة لأسباب وظيفية بحتة أو شخصية كالتهاون وكسل المتابعة أو السماح للآخرين ممن لا يمثلونها بشغر مساحات أو زمن أكثر ليس مما يستحقون فقط ولكن بالقدر الذي يرجح كفة تواجدهم الشخصي على منهج الوسيلة الإعلامية.
حرية الرأي مطلب لكن لمن يستحق أن تعطى له.. لمن تقف حريته عند حدود ضرر الآخرين والمساس بهم وبالمصالح العليا.. حرية الرأي ليست أمراً هلامياً وحرية الإعلام ليست بتصديره لكل شيء ولكن لما يشاء مما هو متاح حسب تقديراته.. يمكن لنا أن نقول رأينا ولكن في حدود أنه أولاً رأي يقبل الخطأ ثم إنه ليس بالضرورة أن يقتنع به غيرنا أو يجعله هدياً ونبراساً.
.. للموضوع بقية..
رئيس التحرير