لخص عبدالحليم حمود في كتابه (الإعلام لعبة الكبار ومأزق الصغار) ما يرى أنها عوامل رئيسية لثورة الإعلام والاتصال في العامل التقني المتمثل في التقدم الهائل في تكنولوجيا الكمبيوتر والعامل الاقتصادي من خلال عولمة الاقتصاد وما يتطلبه من إسراع حركة السلع ورؤوس الأموال، وفي العامل السياسي المتمثل في الاستخدام المتزايد لوسائل الإعلام من قبل القوى السياسية بهدف إحكام قبضتها على سير الأمور لكنه أقر بالرغم من ذلك بأن الإعلام ما زال تنظيره تائهاً بين علوم الإنسانيات ونظريات ومعلومات الاتصال، وأنها تحمل في جوفها تناقضاً جوهرياً من نوع (ما) وذلك في ثنائية الشفافية وعتمتها ومطالب الوفاء باستقرار المجتمع ومطالب تغييره مشتركاً في ذلك مع فروع الثقافة الأخرى اللغة والتربية والإبداع، وأن الأسوأ في حيرته بين رسالة الإعلام وهوى الإعلان.
في أحسن الظروف لم يكن متاحاً للعدد الهائل من وسائل الإعلام في الانطلاقة كمشاريع إعلامية استثمارية لولا المناخات الجديدة التي هيأتها ظروف عالمية وتقنية فرضت نفسها على أي واقع آخر ربما كان سيكون أبطأ في خطواته تجاه حريات أكثر وسقف أعلى وذلك خلافاً لما كان يعتقد أنه بداية اضمحلال لدور الإعلام التقليدي من خلال الوسائط الجديدة التي أصبحت تؤدي نفس دوره، فهل أخطأ من بشر (مثلاً) بانتهاء مرحلة الصحف الورقية خلال عقد أو عقدين مقبلين وما زالت مشاريع صحفية ورقية تعد العدة لتدشينها هنا وهناك، وما زالت مكائن الطباعة تتلقف المزيد من نسخ مطورة لصحف ومجلات تخطط للاستمرارية وأخرى يتم توسيع نطاق انتشارها من خلال الترجمات وفتح المكاتب والطباعة في نقاط أوسع وإذاعات ومحطات تلفزيونية هي في ازدياد؟
كل ما يمكن تلخيصه من الواقع وما هو منتظر أن هناك صوتاً يسبق الفعل بكثير، فأنت أمام جهات وأشخاص حملوا على عاتقهم مسؤولية إقناع العالم بما يتمنونه ويريدون له أن يصير، أو آخرين يعلمون أنهم ليسوا في مأمن لكنهم يرون أن الواقع يسير كما يريدونه إلا أنه بين هذين الاتجاهين أتأكد أكثر أن الإعلام كقيمة وإرث حضاري قديم قدم التواصل بين البشر هو حالة قابلة لأن توظفها أي وسيلة بحسب زمنها من حيث المواكبة، وأن الصحفي هو القاعدة الذهبية في كل هذه العمليات بكل أشكالها وأن الخبر والرأي والمعلومة والتعليق لا يمكن أن يصنعه إلا صحفي سواء كتب ذلك على الورق أو من خلال وسائط الإعلام الجديد وبالتالي فيظل هو الكاسب الأول من كل ذلك.
العمل الصحفي المتخصص في الشأن الرياضي في بلدان نامية كبلداننا العربية له أهمية تختلف من حيث قوة التأثير وتشكيل آراء وقيم الفرد عن غيرها من بلدان صناعية أو اقتصادية متقدمة، من ذلك تأتي ضرورة ألا ينسحب رأي أو حكم في أمر (ما) على مجتمع أو بلاد على غيرها مما لا يماثلونها أو حتى نقطة الالتقاء بينهم بعيدة.
يعني حتى وإن كان العالم قرية صغيرة فليس بالضرورة أن أتأثر أو أتفهم أو حتى أفهم ما يدور أو يحدث ما بداخلها على نفس النحو الذي أريد له أو هو عليه، وأختم بأسف إن ما وصل إليه مؤلف الكتاب الآنف الذكر حول متناقضات الإعلام الحديث بين ما يدعيه الإعلام من كونه أداة للترفيه والترويح النفسي مثلاً إلى ما يثيره من عنف ترفيهي وفزع معنوي وبينما ينتظر منه أن يكون وسيلة للترابط الاجتماعي والوفاق العالمي بينما نجده وقد استخدم من أجل إشاعة التعصب والعصبية والتفرقة الطبقية وتنمية نزاعات الكره تجاه الآخرين..
للموضوع صلة ورؤية خاصة حول رياضتنا من خلال الإعلام.
رئيس التحرير
في أحسن الظروف لم يكن متاحاً للعدد الهائل من وسائل الإعلام في الانطلاقة كمشاريع إعلامية استثمارية لولا المناخات الجديدة التي هيأتها ظروف عالمية وتقنية فرضت نفسها على أي واقع آخر ربما كان سيكون أبطأ في خطواته تجاه حريات أكثر وسقف أعلى وذلك خلافاً لما كان يعتقد أنه بداية اضمحلال لدور الإعلام التقليدي من خلال الوسائط الجديدة التي أصبحت تؤدي نفس دوره، فهل أخطأ من بشر (مثلاً) بانتهاء مرحلة الصحف الورقية خلال عقد أو عقدين مقبلين وما زالت مشاريع صحفية ورقية تعد العدة لتدشينها هنا وهناك، وما زالت مكائن الطباعة تتلقف المزيد من نسخ مطورة لصحف ومجلات تخطط للاستمرارية وأخرى يتم توسيع نطاق انتشارها من خلال الترجمات وفتح المكاتب والطباعة في نقاط أوسع وإذاعات ومحطات تلفزيونية هي في ازدياد؟
كل ما يمكن تلخيصه من الواقع وما هو منتظر أن هناك صوتاً يسبق الفعل بكثير، فأنت أمام جهات وأشخاص حملوا على عاتقهم مسؤولية إقناع العالم بما يتمنونه ويريدون له أن يصير، أو آخرين يعلمون أنهم ليسوا في مأمن لكنهم يرون أن الواقع يسير كما يريدونه إلا أنه بين هذين الاتجاهين أتأكد أكثر أن الإعلام كقيمة وإرث حضاري قديم قدم التواصل بين البشر هو حالة قابلة لأن توظفها أي وسيلة بحسب زمنها من حيث المواكبة، وأن الصحفي هو القاعدة الذهبية في كل هذه العمليات بكل أشكالها وأن الخبر والرأي والمعلومة والتعليق لا يمكن أن يصنعه إلا صحفي سواء كتب ذلك على الورق أو من خلال وسائط الإعلام الجديد وبالتالي فيظل هو الكاسب الأول من كل ذلك.
العمل الصحفي المتخصص في الشأن الرياضي في بلدان نامية كبلداننا العربية له أهمية تختلف من حيث قوة التأثير وتشكيل آراء وقيم الفرد عن غيرها من بلدان صناعية أو اقتصادية متقدمة، من ذلك تأتي ضرورة ألا ينسحب رأي أو حكم في أمر (ما) على مجتمع أو بلاد على غيرها مما لا يماثلونها أو حتى نقطة الالتقاء بينهم بعيدة.
يعني حتى وإن كان العالم قرية صغيرة فليس بالضرورة أن أتأثر أو أتفهم أو حتى أفهم ما يدور أو يحدث ما بداخلها على نفس النحو الذي أريد له أو هو عليه، وأختم بأسف إن ما وصل إليه مؤلف الكتاب الآنف الذكر حول متناقضات الإعلام الحديث بين ما يدعيه الإعلام من كونه أداة للترفيه والترويح النفسي مثلاً إلى ما يثيره من عنف ترفيهي وفزع معنوي وبينما ينتظر منه أن يكون وسيلة للترابط الاجتماعي والوفاق العالمي بينما نجده وقد استخدم من أجل إشاعة التعصب والعصبية والتفرقة الطبقية وتنمية نزاعات الكره تجاه الآخرين..
للموضوع صلة ورؤية خاصة حول رياضتنا من خلال الإعلام.
رئيس التحرير