|


سعد المهدي
توك شو
2012-01-12
التاريخ يحفظ للمذيع (إدوارد مورو) أنه أول مذيع يظهر على شاشة التلفزيون ببرنامج حوار مباشر وكان ذلك سنة 1951م حتى أصبح الجميع يعرفه من خلال برنامج الأحد (تونايت شو).
وأنا هنا أود التطرق لبرامج (التوك شو) التي يعتقد البعض أنه يقدمها فعلا لجماهير المشاهدين خلف الشاشة سواء كانت اهتماماتهم من أجل الاستمتاع بنقاش سياسي أو ثقافي أوديني أو رياضي أو فني أو غيره والحقيقة خلاف ذلك، مقدمو البرامج في التلفزيونات العربية لهم محاولات لكنها دائما ما تفتقد إلى حرفية الإنتاج الذي يضمن عملا متكاملا يستطيع أن يقدم الوجبة التلفزيونية بقيمة فنية عالية الجودة والسبب يعود إما لضعف الإمكانات المادية أو أحيانا لافتقاد عناصر الإنتاج للفهم الحقيقي لدورهم مع جهلهم بجماهيرهم.. وأرى أن شيئا من هذا كاف لأن تظهر برامج يعتقد مقدموها أنها (توك شو) وهي في الحقيقة جنين تلفزيوني مشوه ليست له خلقة يمكن الاستدلال عليها.
برامج (التوك شو) توجهت في البداية نحو السياسة والحكومة وشهد عام 1960م بداية استضافة المشاهير واستمر برنامج (جوفر انكلين) 42 سنة ولم يعد بثه كل أحد كافيا حيث باتت برامج يومية وتنوعت أغراضها حتى نصائح ربات البيوت وبرزت البرامج الحوارية الخلافية منذ 1980م ونالت نجاحاً واسعا.
اليوم مقدم برامج (التوك شو) حتى المشوهة منها أصبح أشهر من مقدمي الأخبار أو حتى من صانعي الأخبار من ساسة ونجوم إذ بدأ تنافسهم على الشهرة والأجر، ولا يعني تأخر هذا النوع من البرامج من ظهورها على شاشاتنا العربية كما هو في مصر ولبنان وغيرها أن هذا النوع بدأ للتو بقدر ما يتماشى مع تأخرنا في العالم العربي في تلقي الجديد أو ممارسته والاقتناع بجدواه وأهميته والأمر لا يتوقف على ذلك بل إلى سرقة الأفكار واستنساخ البرامج دون إضافة أو حذف أو تطوير أو تصحيح.. لاحظوا كيف تعاملنا ونتعامل مع تقنية الستينات (الإنترنت) الأمريكية الذي اعتبرناه فتحاً عظيماً بعد 40 سنة كأننا خلالها في غيبوبة؟