|


سعد المهدي
اشتغل مذيع
2012-01-16
على أن للمذيع جواز مرور واحد وهو قبول الجمهور، إلا أن اشتراطات أخرى لا يمكن التنازل عنها.. إلا في هذا الزمن.
في الماضي كان الوضع مختلفاً جداً، فقد كان لا يسمح لأحد أن يصبح مذيعاً ما لم يجتاز امتحاناً معقداً أو مركبا، حيث يلزمه أن يكون ملماً بالنحو والصرف ويملك خامة صوتية مناسبة حتى يمكن البدء في تمرينه على الأداء مع تحديد أو تصنيف هذا الصوت والأداء، فأما أصبح مشاركاً أو مذيعاً رئيسساً أو قارئاً للأخبار أو قصر دوره على ربط الفقرات ولربما ترك احتياطياً، وكل ذلك بعد فترة تمرين تقارب العام أوتزيد مع إضافة حسن الشكل للمذيع التلفزيوني.
اليوم لم يعد هناك أي شيء من هذا.. الكل يمكنه أن يقدم برنامجاً، فإن كُنت عالم شريعة فقم بتقديم برنامجك الإرشادي أو تفسير الأحلام، وإن كُنت معلقاً رياضياً فقم بتقديم الاستديو التحليلي وإدارة الحوارات بأنواعها، وإن كُنت مطرباً أو ممثلاً فلا بأس أن تزج بنفسك لتقدم برنامج يعتمد على اللقاءات مع النجوم من زملائك أو جمهور الحاضرين، وإذا كنت صحفياً فيمكنك تقديم أي برنامج تقترحه، أما إذا لم تكن لاهذا ولا ذاك فأيضاً يمكنك أن تكون مذيعاً لبرنامج شبابي منوع خفيف ظريف.
لم يعد هناك أي معيار يمكن أن يفرض على من يتولون تقديم الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، ولم يعد هناك مايمكن أن يفصل بين المذيع ومن يتحدث إلى جانبك في المقهى وما يهم.. والأمر كذلك هو لماذا لا تقوم هذه الوسائل الإعلامية بتنظيم دورات قصيرة للعاملين في هذا المجال مع فرض التزامهم (بتكنيك) الأداء الإذاعي ولو بحده الأدنى وتقوية إلمامهم بالنحو والصرف.. وكل ذلك ليس بالأمر الصعب كما أنه يضمن القبول من المتلقي، فهو في النهاية أهم من هذه الشخصية التي فرضت نفسها على هذه المهنة التي فقدت وهجها وأعجزنا تعريفها.