|


د. حافظ المدلج
أهم مباراة
2009-05-27
أعلم أن انتمائي للسعودية من ناحية وعضوية الاتحاد الآسيوي من ناحية أخرى، تحتم علي الكتابة عن دور الستة عشر في دوري أبطال آسيا، إلا أن انحيازي لكرة القدم الجميلة يفرض علي تخصيص المقال لأهم مباراة في العام، فلا يوجد في رزنامة كرة القدم العالمية في العام 2009م أهم من لقاء الجبابرة "مانشستر يونايتد" بطل الدوري الإنجليزي للموسم الثالث على التوالي، وبطل الدوري والكأس في إسبانيا "برشلونة".  وهي النهائي الذي توقعه المنصفون والعارفون بفنون كرة القدم، ويتوقع أن تكون المباراة في مستوى التطلعات إن لم يفسدها تكتيك المدربين.
يكفي أن نعرف أن على المستطيل الأخضر نجوم تفوق قيمة عقودهم المليار دولار، بينهم أفضل نجوم العالم رونالدو وميسي، ويأتي من خلفهم روني وجيجز وبرباتوف في مانشستر، وكذلك إيتو وهنري وأجزافي في برشلونة، أو بعبارة أخرى متعة في كل نقلة كرة في مباراة العمر التي أغبط كل من سيتمكن من حضورها، ولا عزاء للسعودي الذي لم يتمكن من الحصول على فيزا أوروبية بعد أن أسهمت تصرفات بعض الإرهابيين السعوديين في تعقيد علاقتنا مع الغرب بشكل يندى له الجبين.
أحبائي .. إن الرياضة منصة هامة للتواصل مع الآخر، وبإمكاننا أن نغير الكثير من مفاهيم الآخرين عن مجتمعنا من خلال منصة كرة القدم، ولهذا الموضوع مقالات آتية بإذن الله.
أعود للمباراة الأهم، فأتوقعها بين هجوم برشلونة ودفاع مانشستر، وتفوق أحدهما يعني حسم اللقب الذي يعني زعامة العالم على مستوى الأندية، ففي تصنيف الفيفا في الأشهر الأخيرة يتناوب مانشستر وبرشلونة قمة الترتيب ولكن هذا اللقب سيحسم الأفضلية لأحدهما، بل إنني أكاد أجزم أن فوز مانشستر ـ بإذن الله ـ سيعطي رونالدو جائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي، بينما انتصار برشلونة – لا سمح الله – سيمنح اللقب للأرجنتيني ميسي.
أمنيتي الشخصية معروفة لكل من يعرفني، ولكنني أتمنى للجميع مشاهدة مباراة رائعة تبقى في ذاكرة التاريخ ضمن أجمل النهائيات، فالجميع يتذكر نهائي 1999، حين انتهى الوقت الأصلي للقاء بتقدم بايرن ميونخ بهدف، ولكن ركنيتين من قدم أفضل محترف من وجهة نظري الخاصة "ديفد بيكام" حولت الكأس إلى مانشستر في الوقت بدل الضائع.  كما لا ننسى نهائي ميلان وليفربول، حين تقدم البطل الإيطالي بثلاثة أهداف نظيفة، ولكن أفضل لاعب إنجليزي في هذا الموسم "ستيفن جيرارد" قاد فريقه لتحقيق ثلاثة أهداف في ست دقائق لن ينساها ولدي "راكان" مشجع الميلان الذي تجرع مرارة الهزيمة بركلات الترجيح في نهاية تلك المباراة الدراماتيكية، وأشفق على "راكان" لأن ركلات الترجيح عاندته في العام الماضي أيضاً كمشجع "تشلساوي" أمام مانشستر، وأتمنى له الفرحة في نهائي إنجلترا أمام إيفرتون.
إنها دعوة للاستمتاع والتعلم في مباراة يترقبها العالم ... وعلى دروب المتعة نلتقي ...