|


د. حافظ المدلج
الفرج أم الفراج؟
2009-10-10
أقرأ الصحف الإنجليزية كل يوم عبر مواقعها على الإنترنت، وأفرح حين يسلط الضوء على وطني الحبيب بطريقة إيجابية، وتكون الفرحة مضاعفة حين يتعلق الأمر بالاستثمار في الرياضة، ولذلك فالأيام الأخيرة تعد استثنائية في هذا المجال، حيث كان الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله يتصدر الغلاف الرياضي لجريدة "News of the World" الأوسع انتشارا في بريطانيا والتي تصدر يوم الأحد فقط من كل أسبوع، وكانت الأخبار تربطه بشراء 50%من نادي "ليفربول" العريق. ثم تأتي أخبار الغد لتقول إنه جاء إلى النادي لتوقيع اتفاقية لإنشاء أكاديمية في السعودية.  كل هذا يحدث وإعلامنا الرياضي غارق في أخبار الحاضرين والغائبين من النجوم المحليين الذين لم يصل بعضهم لمرحلة النجومية، لأجد بعض العزاء في الأخبار التي تصل عن طريق رسائل الجوال من شركات تلبي حاجة الشباب للأخبار العالمية.
ثم تتواتر الأخبار عن مستثمر سعودي جديد سيشتري 90% من نادي "بورتسموث" القابع في ذيل قائمة دوري باركليز الإنجليزي، وتأتي المشكلة في غرابة الاسم على الاستثمار الرياضي، حيث كتبت الصحف الإنجليزية "Alfaraj" وجاءت رسائل الجوال مرة تنسب الشراء لـ "الفرج" ومرة لــ "الفراج"، وكنت حينها في "دبي" فاتصلت وأرسلت لمن أعرف من أهل الرياضة أسأل عن الاسمين، فجاءت الردود مشيرة إلى الصديق الهادئ "محمد الفرج" الذي يقود حركة الاستثمار الرياضي في شركة الاتصالات السعودية، أو الصديق المشاغب "وليد الفراج" الذي يدير برامج كرة القدم السعودية في شبكة راديو وتلفزيون العرب.  وحسب علمي أن أياً منهما لا يملك ذلك المبلغ مع تمنياتي لهما بأكثر منه.
لتأتي أخبار الغد قائلة إنه "علي الفراج" ولكن وسائل الإعلام العربية فشلت في الحصول على صورة للرجل، بل إن بعضها اجتهد في البحث فظهرت صور مختلفة لشخصية أصبحت مثار تساؤل الجميع، وكنت سأكتفي بالفرحة بأخبار الاستثمارات السعودية في كرة القدم الإنجليزية، حتى وصلت إلى مدينة الضباب "لندن" لحضور مؤتمر "القادة في كرة القدم"، وفور وصولي ركبت سيارة أجرة وقلت للسائق: أوصلني إلى نادي تشلسي.  فالتفت متسائلاً: "هل تنوي شراء النادي؟" وهذا موضوع مقال قادم!
في اليوم الثاني للمؤتمر كنت ضيفاً على المنصة للحديث عن مستقبل الكرة في الشرق الأوسط، ولكن الأسئلة تمحورت حول استثمارات الأمير "فيصل" ورجل الأعمال "الفراج"، وكانت أجوبتي ترتكز حول الفائدة المرجوة لكرة القدم السعودية من خلال مد جسور التعاون مع أفضل صناعة كرة قدم في العالم، وقلت بملء فمي إن نجاح هاتين التجربتين سيؤدي إلى اجتياح سعودي للأندية الإنجليزية، لأن الكثير من رجال الأعمال السعوديين ينتظرون من يعلق الجرس ويتحمل المخاطرة الأولى، وحينها سيصدقون ما كنت أنادي به منذ سنوات وسيستثمرون بقوة.. وعلى منصات الاستثمار نلتقي.