|


د. حافظ المدلج
وا عيباهـ
2010-03-27
أشعر بالفخر والاعتزاز في كثير من الأحيان لانتمائي للوسط الرياضي السعودي، حيث ساهم في تقديم شخصي المتواضع للناس، كما أنني أرفع رأسي عالياً مع كل إنجاز تحققه كرة القدم السعودية، وما أكثر تلك الإنجازات ولله الحمد. ولكنني في أحايين قليلة أشعر بالخجل والخزي والعار من الانتساب لوسط يطغى عليه التعصب فيتعمد قلب الحقائق وتضخيم الصغائر وتصغير الكبائر حسب الأهواء والميول.
ـ "وآ عيباه" أقولها لكل إعلامي أغضبته تهنئة رئيس الاتحاد الدولي "جوزيف سب بلاتر" للنادي السعودي الذي حاز لقب "نادي القرن الآسيوي"، ولا أدري كيف يحاول إعلامي سعودي أن يقلل من هذا الإنجاز السعودي، الذي باركته أعلى قيادة سياسية في الوطن ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ثم جاءت التهنئة من رئيس الاتحاد الدولي "فيفا"، ثم يأتي من يتمعر وجهه في الشاشة أو يلطخ بقلمه صفحات الجرائد ليقلل أو يشكك في إنجاز سعودي منحته جهة رياضية دولية.
ـ "وا عيباه" أقولها لكل لاعب يخرج عن أخلاق الرياضة فيرتكب حماقة لا تقرها الأعراف الرياضية، أما بالمخاشنة بقصد الإيذاء، أو بحركة لا أخلاقية يتقزز منها الكبار قبل أن نستحي من أن يراها الصغار. وقد شاهدت في هذا الموسم من الحركات الخشنة والقذرة ما يندى له جبين الرياضيين الشرفاء، ولا أدري على من ألقي اللوم في تحويل ساحة الملعب إلى مسرح للعنف والبذاءة، في حين نفترض أن المستطيل الأخضر مخصص للإبداع والتنافس الشريف.
ـ "وا عيباه" أقولها مرة أخرى لكل إعلامي أو مسئول في نادي دافع عن لاعب تجاوز حدود اللعب والأدب، فالراضي كالفاعل، ومن يرضى بمخاشنة تؤذي نجوم كرة القدم السعودية حد الإعاقة، فهو شريك في الجرم ويستحق أن تطبق عليه العقوبة المفروضة على اللاعب المخاشن، كما أن من يلتمس العذر أو يفبرك تفسيراً غير منطقي لحركة غير أخلاقية، فهو يضع نفسه في نفس المستنقع القذر الذي صدرت منه تلك الحركة القذرة ويستحق عقوبة مضاعفة لأن تأييده كان مع سبق الإصرار والترصد. مع تسجيل تحفظي الشديد على ليونة العقوبة التي تفرض على الخارجين عن أخلاق الرياضة.
ـ "وآ عيباه" أقولها مقدماً لمن سيحاول تفسير هذا المقال وفق أهواء التعصب للنادي فيعمى عن أخطاء من يرتدون قميصه المفضل، ويهب للدفاع عنهم ومهاجمة كل من يحاول وضع النقاط على الحروف، ولعلني أبسط الأمر في سؤال بسيط: "هل ترضاها لنفسك أو لمن تحب؟"، هل ترضى بأن تشاهد من تحب يحمل بسيارة الإسعاف مكسور الرجل أو الركبة أو غيرهما بسبب حماقة متهور، وهل ترضى بأن يكون من تحب ضحية حركة لا أخلاقية ترصدها الكاميرا ويشاهدها الناس؟
ـ منصة السؤال: ما رأيكم فيما كتبت؟.. وعلى منصات الأخلاق نلتقي،