نعتقد مخطئين أن الشباب السعودي أقل قدرة من غيره، ويكون الخطأ أكبر حين تعشعش هذه الفكرة في عقل صانع القرار المالي والإداري في الدولة، فيقنع القيادة بتقليص الإنفاق على شؤون الشباب. ثم نقرأ في صحفنا أخبارا تنشر على استحياء بفوز شباب سعودي – من الجنسين – بجوائز عالمية عن مخترعات رائدة، فنتساءل لماذا نهمل شبابنا في حين تبادر منظمات ودول لاحتضانهم وتكريمهم؟
تتزاحم القصص في ذاكرتي، وأكتفي اليوم بقصة كنت شاهداً على فصولها، حيث تشرفت بتدريس الطالبين "الحسن الحازمي ومحمد الفواز" في كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود، والتقيتهما في "دبي" حيث عرضا مشروع تخرجهما أمام مئات المتخصصين والمتخصصات من الجامعات الخليجية والعالمية في المؤتمر الثاني لأبحاث تقنية المعلومات والحوسبة والذي أقيم في جامعة زايد في دبي مطلع الشهر الحالي.
كنت سعيداً بمشاركة الطالبين، وحين أخبرني "الحازمي" عن فكرة المشروع فرحت أكثر، وهو نظام لكشف السرقات وانتهاك الملكية الفكرية في المطبوعات، حيث يمكن مقارنة النص المكتوب بقاعدة بيانات ضخمة تحوي ملايين النصوص المكتوبة في نفس المجال، ويقوم برنامج حاسوبي دقيق بالتعرف على أوجه الشبه – إن وجدت – بين النص الذي يتعرض للاختبار والنصوص الموجودة في قاعدة البيانات، ويحدد بدقة نقاط التشابه ودرجته، وسيتم تطوير البرنامج ليقارن النصوص بلغات مختلفة للحد من سرقة النصوص الأجنبية بعد ترجمتها، وسيكون الأول من نوعه في العالم.
ولأنني كنت على موعد مع الفرح، فقد سألت طالبي النجيب عن المركز الذي ناله المشروع ممنياً النفس بأحد المراكز العشرة الأولى بين 140 مشروعا، فأجابني بهدوء وتواضع: "لقد فزنا بالمركز الأول"، ولم ينس التذكير بزميليه "محمد القحطاني و حمد النمازي" اللذان شاركا في البحث ولم يتمكنا من حضور التتويج في "دبي"، وهو بذلك يؤكد طيب معدنه وحرصه على حقوق الملكية الفكرية للمشاركين معه.
الاختراع ببساطة عبارة عن "بصمة" للنصوص الأدبية والعلمية تكشف سرقتها، ورغم بساطة الفكرة إلا أنها تشكل خدمة للبشرية سيبقى أثرها قائماً يتضاعف مع مرور الزمن، شبابنا قادرون على تجاوز الصعاب وقهر المستحيل، ولكننا نفشل في استثمار الشباب وإنتاجهم بشكل يخدم الوطن في الحاضر والمستقبل، فغيرنا يستثمر أي منجز فيحفظ حقوقه الفكرية والمالية والإعلامية وغيرها، فعلى سبيل المثال لا الحصر قام السعودي "فاروق الزومان" بتسلق قمة "إيفرست" وغرس العلم السعودي وفي يده المصحف، ولكن الاحتفاء به لا يتناسب مع قيمة الإنجاز فتناساه الجميع حتى جاء إعلان "موبايلي" فأعادته لدائرة الضوء، ويقيني أن في الوطن شباب من الجنسين يمكن لهم صناعة الفارق والمساعدة على تقليص الفجوة بيننا وبين الدول المتقدمة، شريطة تبنيهم ورعايتهم والاهتمام بهم.. وعلى منصات الشباب نلتقي.
تتزاحم القصص في ذاكرتي، وأكتفي اليوم بقصة كنت شاهداً على فصولها، حيث تشرفت بتدريس الطالبين "الحسن الحازمي ومحمد الفواز" في كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود، والتقيتهما في "دبي" حيث عرضا مشروع تخرجهما أمام مئات المتخصصين والمتخصصات من الجامعات الخليجية والعالمية في المؤتمر الثاني لأبحاث تقنية المعلومات والحوسبة والذي أقيم في جامعة زايد في دبي مطلع الشهر الحالي.
كنت سعيداً بمشاركة الطالبين، وحين أخبرني "الحازمي" عن فكرة المشروع فرحت أكثر، وهو نظام لكشف السرقات وانتهاك الملكية الفكرية في المطبوعات، حيث يمكن مقارنة النص المكتوب بقاعدة بيانات ضخمة تحوي ملايين النصوص المكتوبة في نفس المجال، ويقوم برنامج حاسوبي دقيق بالتعرف على أوجه الشبه – إن وجدت – بين النص الذي يتعرض للاختبار والنصوص الموجودة في قاعدة البيانات، ويحدد بدقة نقاط التشابه ودرجته، وسيتم تطوير البرنامج ليقارن النصوص بلغات مختلفة للحد من سرقة النصوص الأجنبية بعد ترجمتها، وسيكون الأول من نوعه في العالم.
ولأنني كنت على موعد مع الفرح، فقد سألت طالبي النجيب عن المركز الذي ناله المشروع ممنياً النفس بأحد المراكز العشرة الأولى بين 140 مشروعا، فأجابني بهدوء وتواضع: "لقد فزنا بالمركز الأول"، ولم ينس التذكير بزميليه "محمد القحطاني و حمد النمازي" اللذان شاركا في البحث ولم يتمكنا من حضور التتويج في "دبي"، وهو بذلك يؤكد طيب معدنه وحرصه على حقوق الملكية الفكرية للمشاركين معه.
الاختراع ببساطة عبارة عن "بصمة" للنصوص الأدبية والعلمية تكشف سرقتها، ورغم بساطة الفكرة إلا أنها تشكل خدمة للبشرية سيبقى أثرها قائماً يتضاعف مع مرور الزمن، شبابنا قادرون على تجاوز الصعاب وقهر المستحيل، ولكننا نفشل في استثمار الشباب وإنتاجهم بشكل يخدم الوطن في الحاضر والمستقبل، فغيرنا يستثمر أي منجز فيحفظ حقوقه الفكرية والمالية والإعلامية وغيرها، فعلى سبيل المثال لا الحصر قام السعودي "فاروق الزومان" بتسلق قمة "إيفرست" وغرس العلم السعودي وفي يده المصحف، ولكن الاحتفاء به لا يتناسب مع قيمة الإنجاز فتناساه الجميع حتى جاء إعلان "موبايلي" فأعادته لدائرة الضوء، ويقيني أن في الوطن شباب من الجنسين يمكن لهم صناعة الفارق والمساعدة على تقليص الفجوة بيننا وبين الدول المتقدمة، شريطة تبنيهم ورعايتهم والاهتمام بهم.. وعلى منصات الشباب نلتقي.