|


د. حافظ المدلج
الزعامة للزعيم
2011-05-18
كنت طفلاً حين خسر «مانشستر يونايتد» كأس إنجلترا أمام الآرسنال، وكان المغفور له بإذن الله «أكرم صالح» يتغزل في الشياطين الحمر وتاريخهم العريق فتعلقت بالفريق منذ ذلك اليوم، ورغم علو كعب «ليفربول»، إلا أنني لم أستطع تغيير ميولي التي كانت تزداد عاماً بعد عام.
وفي العام 1986م تعاقد النادي مع الداهية «ألكس فيرجسون» لمدة خمسة مواسم مرّ أربعة منها دون أن يحقق النادي أي لقب، ولكن الإدارة كانت مؤمنة بنهج الأسكتلندي الذي حقق لفريق «أبردين» الأسكتلندي معجزة الفوز بالبطولات المحلية والأوروبية، وفي العام الخامس تحقق الكأس الإنجليزي بصعوبة بالغة، وتم التجديد مرة بعد أخرى ليكمل الرجل ربع قرن من الزمان حقق فيه ألقاباً تفوق في عددها سنوات العمل الصعب، كان أهمها الفوز بأثني عشر دوريا وخمسة كؤوس وبطولتي دوري الأبطال وبطولة العالم.
وبالأمس كنت في ربوع بريطانيا العظمى أحتفل بالتتويج التاسع عشر للفريق العظيم الذي توج بزعامة الأندية الإنجليزية محطماً رقم «ليفربول»، ويقيني أن العبقري لم ينته من رحلته الطموحة بعد، فشغفه بتحقيق الإنجازات يجعله أسطورة تدريبية يصعب تكرارها، بل إن غالبية المحللين يتوقعون اهتزازاً كبيراً في مسيرة الفريق عند مغادرته الحتمية للمقعد الساخن بعد سنوات أتمنى أن تطول عكس التوقعات التي بدأت تختار البديل المناسب الذي سيجد صعوبة في إقناع الجماهير.
رغم الفرحة العارمة بزعامة الكرة الإنجليزية، إلا أنني أتفق مع «راين جيجز» بأن هذا اللقب يفترض أن يكون العشرون وليس التاسع عشر، حيث سلب اللقب السابق بأخطاء تحكيمية متكررة غيرت مسار البطولة، ولن أهدر وقتي في البكاء على اللبن المسكوب، بل سأحتفل وأبارك لكل عشاق العراقة والأصالة والتاريخ والمتعة والإبداع، ففي العشرين سنة الماضية غادر الفريق نجوم تسقط بسبب مغادرتهم الفرق مثل(روبسون، إنس، ستام، كين، هيوز، كونتونا، بيكام، نستلروي، رونالدو)، ولكن الفريق استمر في تحقيق الألقاب لدرجة يندر أن يمر موسم بدون احتفال ببطولة أو اثنتين، ولن ننسى ثلاثية1999م.
يقيني أن الزعامة ثقافة تغرس وتنمو لتصبح جزءا من شخصية الفريق، لا ينتزعها إلا زعيم جديد بثقافة أقوى وأفضل وأكثر فعالية، ليت أنديتنا تدرس تاريخ «مانشستريونايتد» لتتقمص شخصية الزعيم، فلا يصح إلا الصحيح ولا زعامة إلا للزعيم..وعلى منصات الزعامة نلتقي..