|


د. حافظ المدلج
الإعلام الجديد
2011-07-23
نردد كثيراً أن العالم أصبح قرية كونية صغيرة تتجول فيها بكبسة زر على حاسوبك، فجاءت الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي لتجعل العالم أشبه بمجلس واحد نتقارب فيه حد الالتصاق، ففي السابق كنت أنتظر موعد المقال لأبث من خلاله بعض ما يجول في صدري، ولا أجد مساحة كافية للكثير من الخواطر، كما أن المقال كان يصل فقط لمن تقع في يده الجريدة، ولكن الحال تبدلت مع الإعلام الجديد.
اليوم أكتب مقالي فتتلقفه الإدارة المشرفة على صفحتي في الفيسبوك وتويتر، وفي الصفحتين أكتب ما يجول بخاطري في أي زمان ومكان، وأنشر دون المرور على مقص الرقيب، وأتابع ردود الفعل بعيداً عن الحواجز، فيصبح التواصل مباشراً وسريعاً وصادقاً، وأستطيع من خلاله التعرف على رأي الجماهير وقياس نبض المجتمع والوصول إلى الحقيقة بحلوها ومرها.
كنت أخطط للدخول بهدوء إلى عالم “تويتر”، فأسست رابطي قبل أكثر من عام وأبقيته حصراً على المقربين، حتى قام المسوّق الأول “بتال القوس” بإعلان انضمامي لعالم “تويتر” فتحول الهدوء إلى عاصفة، وأصبحت ملزماً بالتواصل شبه اليومي مع وسيلة الإعلام الجديدة، ولا بد أن أعترف هنا بتقصيري بسبب المشاغل التي تمنعني من الرد باستمرار، رغم نصيحة “بتال” بتخصيص ساعتين في الأسبوع للتواصل المباشر، وأعتقد أن ذلك ممكن حين تبدأ الدراسة ويصبح الجدول أكثر تنظيماً.
أعود للإعلام الجديد، للتأكيد على ضرورة تغيير الفكر في المؤسسات الصحفية والجهات الرسمية المشرفة عليها، حيث لم يعد للرقابة معنى وليس للرقيب وظيفة سوى إبعاد الناس عن الإعلام التقليدي ودفعهم للتواصل عبر الإعلام الجديد، فقد أصبح الزملاء الإعلاميون هم الأكثر استخداماً للشبكات الاجتماعية ينافسهم في ذلك صنّاع القرار في جميع المجالات وفي مقدمتها الرياضة، حيث لا يحتاج رئيس النادي ـ على سبيل المثال ـ إلى لقاء صحفي أو مؤتمر إعلامي لايصال رأيه للجمهور، بل يكتفي بكتابة 140 حرفاً تصل إلى متابعيه الذين يفوق عددهم قراء معظم الصحف ومتابعي أغلب القنوات. في الإعلام الجديد لا توجد حدود أو قيود، ولا حاجة للموظفين، ومن هنا تأتي الخطورة التي ستزداد إذا هجر الجميع وسائل الإعلام التقليدية وأصبحت مصادر المعلومة غير منظمة واختلت منظومة الاستثمار في الإعلام والإعلاميين.. وعلى منصات الإعلام الجديد نلتقي.