|


د. حافظ المدلج
التدريب يصنع الإتقان
2011-09-14
تقول الحكمة الغربية “Practice Make Perfect”، وقد كتبت قديماً مقالاً عن هذه الحكمة مستشهداً بنجمي المفضل “ديفد بيكام” الذي يعتبر أحد أكثر نجوم الكرة قدرة على إتقان مهارة التسديد للكرات الثابتة والمتحركة، وقد رأيت برنامجاً وثائقياً يؤكد استمراره في التدريب لساعات طويلة لصقل موهبته النادرة، وتذكرت المقال القديم حين رأيت مقطعاً يسدد فيه ثلاث كرات ثابتة على شاطئ البحر فيسقطها جميعاً في براميل بعيدة جداً(يمكن مشاهدة المقطع على يوتيوب).
أكرر ما كتبت وقد حدثني الصديق “أحمد محتسب” عن قصة عجيبة للنجم العاجي “دروجبا” الذي تطور مستواه مع تقدمه في العمر بفضل تعاقده مع مدرب خاص يقضي معه ساعات إضافية للتدرب وحيداً لرفع معدله اللياقي والبدني والمهاري، بل إنه يؤكد أن اللاعب قد حفظ “ستانفردبريج” ولذلك يستطيع الالتفاف والتسجيل من أي مكان دون مشاهدة المرمى لأنه يعرف مكانه من موقعه في الملعب.
وأتوقف هنا لأتساءل عن نجوم أفريقيين وآسيويين حجزوا لأنفسهم أماكن ثابتة في تشكيلة أعرق الفرق الأوروبية، رغم أنهم لا يتفوقون كثيراً على بعض نجوم الكرة السعودية، ولعلي أختار نجمين مقاتلين في خط الوسط(محمد نور و جي سونق بارك)، فقبل سنوات لا يوجد جدال في تفوق النجم السعودي على قرينه الكوري الجنوبي، ولكن الأخير يلعب للموسم السابع مع أعظم فرق العالم كنجم أساسي يشيد به المدرب ويؤكد حاجة الفريق له، في حين أن جميع نجومنا لا يستطيعون اللعب في ناد إنجليزي مغمور.
إنها ثقافة الانضباط والتدريب والاحتراف الحقيقي الذي يتحول إلى منهج حياة ينظم الأكل والشرب والنوم وجميع العادات التي تؤثر على مستقبل النجم الذي يحتاج دائماً للتوافق الذهني/ العضلي لكي يؤدي دوره على المستطيل الأخضر، فالموهبة وحدها لا تكفي، بل إن صقل الموهبة أهم، وهو أمر يتطلب الكثير من التضحيات التي تصنع الفارق بين النجم العالمي والنجم المحلي.

تغريدة – tweet:
في تاريخ الكرة السعودية نجوم كانت قادرة على الاحتراف عالمياً، ولكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى الملاعب الأوروبية لأن ثقافة الاحتراف تنقصهم، فلا زال التدريب ثقيلاً على قلوبهم، ولا زالوا يحاربون المدرب أو المدير قوي الشخصية، ولذلك سيبقى نجومنا أسرى لملاعبنا في انتظار النجم السعودي العالمي الأول.. وعلى منصات الاحتراف نلتقي..