|


د. حافظ المدلج
2011 ـ ارحل
2011-12-28
ربما نتفق على أن العام 2011 هو الأسوأ في التاريخ الحديث، حيث أجبرتنا الأحداث على متابعة القنوات الإخبارية أكثر من غيرها، فأصبح الكبار والصغار يتسمرون لساعات أمام الجزيرة والعربية وإخواتهما لمعرفة تطورات الأحداث المأساوية في الغالب والمفرحة أحياناً في عام يجبرنا في أيامه الأخيرة على الصراخ “إرحل – إرحل – إرحل”.
سيرحل عام 2011 لا محالة إلا إن شاءت إرادة الله أن تقوم القيامة بنهاية هذا العام التعيس لا سمح الله. وبنهايته يبرز سؤال كبير: ماذا تعلمنا؟ والخوف أن يطول التفكير في الإجابة لغياب هذا السؤال عن الأذهان، في حين يفرض المنطق أن نفكر بالإجابة كل يوم لضمان مستقبل أفضل بإذن الله.
علمني 2011 - بطريقة قطعت الشك باليقين - بأن معظم النار من مستصغر الشرر، فالشرارة التي أشعلها “محمد بوعزيزي” لتضرم النار في جسده النحيل كانت الشرارة التي أضرمت النار في عدد من الدول العربية لأسباب متشابهة وأخرى مختلفة، ولست هنا للخوض في السياسة ولكن لتأكيد أهمية عدم الاستهانة بصغائر الأمور والتفاصيل الدقيقة فالحكمة الأجنبية تقول: “الشيطان في التفاصيل”.
علمني 2011 – بطريقة دموية مرعبة – بأن الشعب إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، وفي زمن الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح التعرف على أرادة الشعوب سهلاً جداً، ولكن مطالبهم قد تكون صعبة على من يريد أن يستأثر بكل شيء ويحرم الشعب من كل شيء، ومن الغباء بعد هذا العام أن يتفرعن أي فرعون في القطاع العام أو الخاص، فقد سقط الفراعنة كما لم يسقطوا من قبل.
علمني 2011 – بطريقة مقنعة – أن علاقة الشباب بالوطن هي أساس الاستقرار أو الاضطراب، ففي الدول التي يعاني فيها الشباب من القمع والإقصاء قاد الشباب ثورات الشعوب فأزهر الربيع العربي، وفي المقابل كان شباب الخليج درعاً واقياً للوطن يحميه من الفتن التي يحاول إشعالها من يحسد أبناء الخليج على نعمة الاستقرار، وعلى الحكومات الخليجية أن تهتم أكثر وأكثر بالشباب لأنهم درعها الحصين.

ـ تغريدة – tweet:
بناء على طلب من عزيز أكرر مقولة الرئيس الأمريكي “كيندي”: “لا تسأل ماذا يمكن أن يقدم لك الوطن ولكن اسأل ماذا يمكن أن تقدم أنت للوطن”..وعلى منصات 2012 نلتقي..