|


أحمد السليس
خسارة الشجعان
2010-10-23
تعرضت الجماهير الهلالية ولاعبو فريقها وكل محبي الكيان الأزرق لصدمة مؤلمة لم يتعرض لها الفريق على امتداد العقدين الماضيين وذلك بعد أن اختزلت كل الجهود الهلالية في دوري أبطال آسيا، وكانت هناك مراوغة في موضوع المدرب، وتم التهديد بالاستقالة إذا لم يجلب الكأس الآسيوي، إلى درجة أن البعض طالب الجماهير بالحضور في هذه المباراة أو تنسى فريقها أبداً، وقدمت لنا أوصاف مختلفة للحال التي عليها جمهور الهلال قبل الدخول لهذه المباراة التي حملت ما لا تحمل، بل أن ذلك انطبق على البطولة برمتها إذ أعطيت شكلاً مختلفاً عن كل البطولات حتى كأس العالم.
لا أحد يجد تبريراً لهذه الحالة التي عاشها الهلال وربما تكون انعكاساتها على المدى الطويل وأولى الاختبارات على ذلك مواجهة الفريق النصراوي غداً، فتلويح الأمير عبد الرحمن بن مساعد بالاستقالة بداية من دور الـ16 وإدخاله اللاعبين في مخاض نفسي عسير يأتيهم قبل بداية كل مباراة حيث يدخلونها ورغبة النتيجة بيد فيما خشية استقالة الرئيس في اليد الأخرى الذي يتوقف تأثير استقالته على اللاعبين فقط للاتفاقيات التي تتم بين الإدارة واللاعب وهو ما يجعل الأخير يخشى ذهاب الإدارة وتعرضه لضغوط من إدارة قادمة، كما الحال مع المدرب الذي تكون استقالته أيضاً مؤثرة على اللاعبين بعد أن يبذل أحدهم جهداً كبيراً ويفاجأ بمدرب يأتي ثم لا يعيره أي اهتمام رغم ما بذل في مناسبات سابقة، وهذان الأمران حدثا للهلال ونسأل الله اللطف في عواقبهما، فالإدارة والمدرب رحلا الأولى مجبرة والآخر راغباً في ذلك بينما المغلوب على أمره الكيان الهلالي.
كثر أولئك الذين نددوا بالتخبط في موضوع المدرب والإبقاء عليه بطريقة جعلت الأخير يتعالى في المباريات الأخيرة وكأنه غير معني فاز أم خسر الفريق، ثم إن اختزال الكيان الهلالي الكبير في بطولاته وزعيم آسيا الذي لن يضيف له دوري آسيا شيئاً بقدر ما سيكون هو إضافة لتلك البطولة، ولا أعلم هل إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد تعترف بلقب الزعامة الآسيوية وهو منجز جاءت فيه التهنئة من القيادة الرشيدة ومن كل القيادات الرياضية العالمية أم أنها تسير في ذات الركب الذي ما انفك يشكك في هذا الإنجاز الكبير الذي ربما لا يأتي لأي فريق آخر إلا بعد 50 عاما، فيما الإدارة الموقرة استماتت على بطولة ستبدأ نسختها الجديدة في القريب العاجل.
ليت الأمير عبد الرحمن فعل كما فعل البلطان واعتبرها خسارة شجعان لن تقلل من هيبة فريقهم الذي صال وجال في البطولات ويسعى للاستزادة وبطولة لم تأت اليوم ستأتي غداً بعد أن يتم تصحيح الأوضاع وتؤخذ العبر من أخطاء سابقة، وإذا كان ما نقول ليس صحيحاً فلماذا لم يستقل محمد بن فيصل بعد خسارة الآسيوية ولماذا لم يستقل الأمير عبد الرحمن بن مساعد بعد خسارة الدوري، ثم هل سيكون دور كل إدارة أن تستقيل بعد كل بطولة؟ تخيلوا لو أن ذلك سيحدث ماذا سيكون حال النادي ليس على مستوى لعبة كرة القدم بل جميع الألعاب لأن الخطط كلها ستتغير، ومعروف أن التغيير بشكل مستمر يقود أحياناً للتأثير سلباً.. أتمنى ألا يرحل الأمير عبد الرحمن بن مساعد فلا يعني أن إدارته أو هو شخصياً أخطأ في مرحلة معينة أن يهدر كل ما فعله فبطولة مفقودة اليوم سيتم العثور عليها غداً فإمكانات زعيم آسيا لا يستعصى عليها شيء بتوفيق من الله.