|


د.تركي العواد
جمعية اللاعبين المحترفين السعودية
2011-03-23
تصوروا أن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تدرس قرارا لوضع حد أعلى للمبالغ المدفوعة للوحات الفنية. وتصوروا أن الجمعية بعد مداولات مع العديد من الجهات -باستثناء الفنانين - حددت مبلغ ثلاثمائة ألف ريال كسعر أعلى لا تتعداه أية لوحة حتى لو كانت تحفة فنية فقط لأنه من رسمها سعودي .
أعرف أن الجمعية لا يمكن أن تناقش إصدار قرار مثل هذا. ولكن لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم هي من تتحرك لوضع حد أعلى لمقدم العقود ورواتب اللاعبين السعوديين المحترفين. أعتقد أنه من الظلم وضع قيمة مالية محددة لأي عمل إبداعي في أي مجال سواء كان في المجال الرياضي أو الفني أو الإعلامي. فاللاعب لا يختلف فنا وإبداعا عن أي رسام أو ممثل فهم جميعا يشتركون في قدرتهم الهائلة على إبهارنا .. على إسعادنا .. على إبكائنا .
المشكلة الأكبر ليست في فكرة وضع سقف أعلى للرواتب , المشكلة الحقيقية هي في عدم استشارة اللاعبين في القضية وكان القضية لا تعنيهم. بل إن اللجنة من باب الديمقراطية وعدم التفرد بالقرار طلبت من جميع الأندية المطبقة لنظام الاحتراف تقديم المرئيات والمقترحات المتعلقة بهذا الشأن.
أعتقد أن اللجنة ليست بحاجة للاستئناس برأي الأندية, فرأي الأندية معروف. الأندية السعودية موافقة بالإجماع على مشروع القرار لأنها هي المستفيدة الأولى منه. بل إن الأندية ستضغط لتحديد سقف منخفض للرواتب لا يتعدى عشرة آلاف ريال ومقدم عقد لا يصل لمليون ريال في السنة حتى لو كان اخو ميسي الصغير من أمه هو اللاعب الذي يراد تسجيله .
هل فكرت لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين - وليس أوضاع الأندية - في الجلوس مع اللاعبين ومناقشتهم في مثل هذا القرار الذي يمس حياتهم ومصدر دخلهم ؟
اللاعبون هم الحلقة الأهم في كرة القدم ولكنهم مع الأسف الفئة الأضعف والتي تتعرض للظلم دون أن يدافع عنها أحد .أعتقد أن الوقت قد حان لإنشاء جمعية اللاعبين المحترفين السعودية للدفاع عن اللاعبين والحد من أي تعسف يتعرضون له.