شاهدت مراسم قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال عبر القناة الرياضية السعودية، وقد لفت انتباهي الجهد المبذول في ذلك الحفل. فهذا الحفل من المناسبات القليلة التي أجد نفسي ـ رغم حسي النقدي ـ عاجز عن تصيد أي خلل فيه. فقد كان كل شيء منظماً ومرتباً بشكل يدل على احترافية أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ فيصل العبدالهادي والرجال العاملين معه في تنظيم هذه المناسبة. فالرجل بذل جهداً كبيراً لإخراج المناسبة بشكل مشرف لاتحاد الكرة، وكذلك بشكل عادل للفرق. ما لفت نظري أكثر من نتائج القرعة هو نشيد فخر أمة الذي ُقدم في الحفل، وكذلك العرض المرئي عن تاريخ كأس الملك للأبطال. العرضان يدلان على أن فيصل لم يكتف بتنظيم القرعة بل إنه حاول جاهداً إخراج هذه المناسبة بوجه جميل وممتع يعكس الجانب الوطني الذي تمثله الرياضة في السعودية. كان من السهل على الأمين القيام بما هو مطلوب منه فقط وهو تنظيم مراسم القرعة ولكنه فضل أن يخطو خطوات أخرى للأمام ويقدم أكثر مما هو مطلوب, وهو تصرف لا يقدم عليه إلا محب ومخلص لعمله في وقت لا يقوم فيه الكثيرون حتى بالحد الأدنى من عملهم.
يعجبني في العبدالهادي أنه إنسان هادئ غير تصادمي, حتى عندما يُنتقد تجده لا يدافع عن نفسه ـ مثل الحمقى ـ بكل الوسائل ولا يجيش الآخرين لمهاجمة من ينتقدونه أو يلاحقهم في الصحف والإذاعات والفضائيات والمحاكم وكأنه يخفي شيئاً, بل على العكس تجده يتقبل النقد ويعترف بالأخطاء التي هي سر تعلمه ونجاحه.