|




خالد قاضي
لماذا يشكك سامي في وطنية نور؟
2012-02-18

أسطوانة أن الإعلام الرياضي بكل وسائله وأدوات التواصل الاجتماعي فيه هو سبب كل المصائب والاحتقانات في الوسط الرياضي، وإنه هو من يشعل فتيل التعصب وإثارة الجماهير أصبحت أسطوانة (مشروخة) ولم تعد تنطلي على المتلقي الرياضي الذي أصبح يملك ثقافة الوعي والإدراك. ولعل التصريح الساخن الذي أطلقه مدير الكرة الهلالية سامي الجابر بعد مباراة فريقه الدورية في جدة أمام الاتحاد الأسبوع الماضي ضد كابتن المنتخب السعودي والاتحاد اللاعب محمد نور يؤكد أن الإعلام بريء براءة الذئب من دم بن يعقوب فيما وصل إليه الشارع الرياضي السعودي من احتقان وكراهية، ولا أدري كيف سيكون الوضع لو أن ما قاله سامي جاء على لسان أحد الإعلاميين وجاء بعد ذلك ليعتذر بعد ساعة واحدة وعلى الهواء لمحمد نور في اعتذار كان فيه العذر أقبح من الذنب.. وكانت حجة سامي الواهية في الاعتذار أنه اعتمد في تصريحه على كلمات سمعها من الجماهير ومن بعض الأصدقاء ولم يسمعها بنفسه. أنا متأكد لو أن تصرف وكلام سامي الجابر صدر من إعلامي لقامت الدنيا ولم تقعد. ويبدو أن محاولة سامي للاعتذار السريع جاءت من أجل الخروج من المأزق وخوفاً من عقوبة سريعة من لجنة الانضباط خاصة أن تصريح سامي تضمن كلمات مسيئة جداً لمحمد نور وفيها من الإسقاطات مايوحي بأن سامي يشكك في وطنية نور وفي إخلاصه لشعار المنتخب السعودي.. وإلا ماذا يقصد الجابر وهو يقول: ليت محمد نور حلف بالله على الفوز على أستراليا وليس على الهلال، وقبلها قال بأن مستوى محمد نور هزيل. ولا أدري هل طلب ريكارد من سامي أن يقيم له مستوى محمد نور؟ إن اعتذار سامي على الهواء كان على موضوع (الحلف).. لكن سامي لم يعتذر عن التشكيك في وطنية نور.. وهذا كلام يدين الجابر أمام لجنة الانضباط ويجعله عرضه للعقوبة، فالاعتذار وحده لايكفي، وإذا أردنا أن نفتح باب الاعتذارات وحب الخشوم فإن علينا أن نضيف لجنة جديدة في اتحاد الكرة تسمى (لجنة قبول الاعتذارات)، وهذه اللجنة تكفي لإلغاء لجان العقوبات لأننا شعب متسامح بطبعه. وكم صدمت عندما سألت الزميل أحمد صادق دياب عن موقف لجنة الانضباط أمام تصريح سامي ضد نور وهو يقول بأنه موضوع شخصي وأن محمد نور سامحه.. وهذا يذكرني بنظام عسكري المرور الكسول الذي ذهب ليحقق في حادث مروري وقال للسائقين: ايش رأيكم كل واحد يصلح سيارته؟ ولا أدري كيف أصبح الموضوع شخصياً ومحمد نور هو كابتن المنتخب السعودي الأول.. أم أن سامي الجابر لا تنطبق عليه لوائح لجنة الانضباط؟ المشكلة أن الإدارة الاتحادية أو إعلامها الرسمي أو المحسوب على النادي لم يخرج أحد منهم للدفاع عن محمد نور في وقت تخرج فيه الكثير من الأصوات للدفاع عن الإدارة الحالية في وقت يتعرض فيه الفريق الاتحادي إلى هزائم متواصلة، ويبدو أن هذه السياسة هي من ضمن الحملة الاتحادية على محمد نور الذي قاد الاتحاد لبطولات آسيوية ومحلية كثيرة. إن اعتذار سامي الجابر لا يبرر الخطأ ولا يمنع لجنة الانضباط من معاقبته.. لأنني مع سياسة (أمسك عليك لسانك) فهي أفضل من سياسة الاعتذار ألف مرة لأنه من السهل أن تشتم وبعد ساعة تعتذر. وللمرة الألف أكرر أنني دائماً أسعى أن أكون مع الحق وليس غير ذلك، كثير من الاتحاديين صمتوا خوفاً من الإعلام الهلال، وأنا اليوم أدافع عن محمد نور لأن الحق معه.. وضد تصريح سامي الجابر لأنه أخطأ.. في وقت أشيد به بالعمل الفني والإداري في الفريق الهلالي الذي تحدى النقص وغياب النجوم، أما من يرضى ومن يزعل فهذا شأنه، وبالمناسبة أصبح في جدة اليوم (بحرين) وليس بحراً واحداً، وعلى قول أهل جدة (اللي يزعل يشرب من البحر). لا يعرفون كوعهم من بوعهم ـ أعرف جيداً قدرة الزميلين عدنان جستينة وفهد الروقي في استخدام كلمات اللغة العربية بكل تمكن وثقة، وعجبت من خلال أكثر من مقال لهما في الأسبوع الماضي وهما يستخدمان (الكوع) بطريقة خاطئة لغوياً، فالكوع في اللغة العربية هو عظمة أصبع الإبهام، و(البوع) هو عظمة أكبر أصابع القدم، أما ما يستخدمه اللاعبون في الضرب فاسمه في اللغة العربية (المرفق).. وهذه معلومة لغوية هدية مني للزميلين ولجميع المعلقين الرياضيين.. حتى لاينطبق عليهم وعلى جستنية والروقي المثل الذي يقول (فلان لايعرف كوعه من بوعه).. وتأكيداً على صحة معلومتي أوثقها بآية من القرآن الكريم (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق).. سورة المائدة الآية 6.