|


د. سعود المصيبيح
كل شيء ينمو ـ منتخب الوطن
2012-03-01

مؤلم هذا الذي يحدث للرياضة السعودية في كافة الألعاب، وفي مختلف الأعمار السنية.. ففي أولمبياد الصين خرجنا، وغيرنا يتميز ويتفوق، ثم جاءت كأس الألعاب الآسيوية ونفس الحال، ثم بالعودة للبطولات الأخيرة ستجد تراجعاً واضحاً، آخرها تكرار خروج منتخبنا الأولمبي في كرة القدم على مدى سنوات، لهذا فإن هذه النتائج لا تليق بوطن عظيم مشرق هو المملكة العربية السعودية، يقف ضمن العشرين دولة في دول العالم في مجال الاقتصاد.. كما يتميز في الطب والجراحة والهندسة والمعمار والبناء والسياسة وغيرها، ولكن كانت المجاملة هي التي تطغى في مجال الرياضة ولهذا تسبب ذلك في هذا الخروج المبكر والحزين والمؤلم لـ 27 مليون مواطن سعودي، ومعهم الملايين ممن يعشقون هذه البلاد المباركة من العرب والمسلمين. فعلاً لقد رأيت الأطفال الذين لا يجاملون في عواطفهم يبكون ويتألمون من هذه الهزيمة الثقيلة والخروج السريع للمرة الثانية، ولهم الحق أن يبكوا ويتألموا فهم يعشقون وطنهم ويريدون أن يكون في المقدمة دائماً. أما بالعودة للمباراة فيجب عدم لوم اللاعبين، فهم موجهون وضمن السرب، وأرى أن المدرب يتحمل الخسارة بعقده الضخم المبالغ فيه، وهو المدرب الذي كان بدون عمل فمن اقترح التعاقد معه لم يدرك أن هذا المدرب جاء ومعه أخبار بأنه سيذهب لتدريب هذا النادي أو ذاك وهذه تسريبات السماسرة لوضع هالة على المدرب، فكيف يفوز فريق بهدفين ثم ينهزم بأربعة؟.. وأعتقد أن الدفاع كان مهزوزاً وضعيفاً وكان عليه التغيير في الدفاع للمحافظة على الفوز وعموماً هذه الهزيمة امتداد لتراجع الكرة السعودية وسوء التخطيط بفقدان التأهل لكأس العالم 2010 ثم الخروج المبكر في تصفيات 2014 بينما تصل عمان والأردن ولبنان والعراق وغيرها كما ابتعدنا كثيراً عن البطولات الآسيوية ورأينا كيف كان أداء المنتخب مخيباً للآمال في بطولة آسيا الأخيرة. وعموماً لا مجال لأن نمدح ونشيد لأنه لا مجال لذلك، فقد خسر المنتخب وابتعد عن كأس العالم وبالنظر لتصريحات اللاعبين بعد المباراة أجد أن إعدادهم للمباراة كان ضعيفاً من الناحية النفسية والمعنوية، فلم نلحظ تلك الحسرة والألم التي نجده أحياناً من المنتخبات الأخرى، فالحديث فيه الكثير من البرود والتبرير دون الإحساس بمرارة الفقد وصعوبة الهزيمة، ولهذا الحل يحتاج للكثير من الجهد المختلف والرؤية الإبداعية وإلا سيستمر حال الرياضة لدينا في تراجع مستمر وعموماً الفرصة متاحة للتغيير بالنظرة المختلفة التي سينظرها الأمير نواف بن فيصل بن فهد للمراجعة والتطوير والإصلاح.