|




سعد المطرفي
الرأي الآخر - غير مأسوف عليكم
2012-03-04

حلُّ اتحاد الكرة والدعوة إلى انتخابات خلال ثلاثة أشهر بعد خراب مالطة كرويّاً، لا يكفي الآن أبداً إذا أرادنا التصحيح والخروج من نفق هذا التراجع المخيف الذي تعيش فيه رياضة البلد منذ سنوات عدة، وقد قلت ذلك قبل قرار الحل بأربعة أسابيع هنا في الرياضية من أن تحرر اتحاد الكرة من سلطة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ودعوة الأندية الرياضية والمجتمع الرياضي لاختيار اتحاد كرة منتخب بكامل هيئته من الرئيس والأعضاء والمقررين خطوة إجرائية مهمة وإنقاذية لحماية مستقبل القطاع الرياضي مع هذه الطفرة الجديدة التي يعيشها البلد ككل في معظم الاتجاهات.. على أن يبقى الرئيس العام لرعاية الشباب في نهاية الأمر بمثابة المرجعية العليا للاتحاد وليس رئيساً للاتحاد للاحتكام إليه عند حدوث أيّ اختلاف أو صعوبات قد تعيق عمل الاتحاد.. أما أن تكون الانتخابات محدودة وعلى مقاعد محدودة أيضاً وبقية الأعضاء كما هم، فلا داعي أبداً من إجرائها بعد ثلاثة أشهر أو بعد ثلاثة أيام من الآن، ولا داعي أيضاً للتفكير في إنقاذ مئات الملايين التي تذهب هدراً على رياضة البلد والنتائج مخيبة، “لأن الكثان سيعود كمان” أو بمعنى خارج إطار هذا التفسير الجيولوجي البسيط لن يتغير شيء، وسنرى من شفع لهم فلان وفلان لعضوية الاتحاد ورئاسة اللجنة الفلانية واللجنة الفلانية يعودون من جديد لتعميق مساحة الفشل والمساهمة في تراجع الرياضة كمنتج معرفي تنافسي واقتصادي وكقطاع مهم وحيوي وعريض وموجه للشباب، حتى الانتخابات إذا ما كانت كلية وشاملة، وعلى كل المقاعد فيجب أيضاً أن تكون وفق ضوابط واضحة جداً وجديدة تخدم مبدأ ومفهوم وفكرة وهدف التغيير، وليست ذات صلة بالأبعاد الثلاثية القديمة كفاءة التعليم للمرشح والسن والسيرة الذاتية، إنما بمدى ارتباط المرشح سابقاً بالاتحاد ولجانه، فإن كان المرشح ممن سبق أن عملوا في الاتحاد ولجانه وشملهم قرار الحل، فلا يحق لهم الترشيح إلا بعد دورتين انتخابيتين وذلك نحو إعطاء الفرصة لمزيد من الكفاءات الجديدة، كما يجب أن لا يشترط في الترشيح أن تكون قنواته تمر عبر الأندية لأن الأندية لن ترشح إلا من يروق لها من الناحية الشخصية وستعلب العلاقات دوراً كبيراً في ذلك على حساب الطموحات والكفاءة، وسيعلب المال والتكتلات دوراً موازياً أيضاً ما بين مرشحي الأندية المحترفة والأندية الصغيرة، لهذه الدماء الجديدة والمرشحين الجدد واتحاد جديد بالكلية سيظل هو المخرج الحقيقي من أزمة الفشل الرياضي المتسارع إذا كانت النوايا صادقة في صناعة الحلّ.