تعد التربية البدنية والرياضة المدرسية عنصرا هاماً لتطوير الرياضة في السعودية بشكل عام، ولأن الجميع ينتظر نهاية العام الجاري للإعلان الحقيقي والانطلاقة الفعلية للإستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم مؤخراً لإيجاد عمل مؤسسي نوعي نعتز ونفتخر به في ظل تردي وضع رياضاتنا المختلفة بشكل عام عندما أعزاه البعض لضعف مخرجات الرياضة المدرسية، ولأن الوضع الحالي القائم في مدارسنا لا يحتمل أن ينسب له أي نوع من اللوم أو القصور فيما تتعرض له رياضتنا لأنه لا يوجد تطوير حقيقي على أرض الواقع لأن ما يقدم داخل مدارسنا لا يرقى حتى لأي معيار دولي أو محلي يمكن أن يعتد به لقياس التطوير أو لعدة اعتبارات لعل من أهمها وجود حصة واحدة للتربية البدنية في المرحلة المتوسطة والثانوية، وحصتين في المرحلة الابتدائية، وضعف البيئة المدرسية والوضع لا يحتمل خلالها تنفيذ سوى توجيه اتجاه الطالب نحو ممارسة النشاط الرياضي ثم زد على ذلك إسناد حصص التربية البدنية في المرحلة الأولية (الأساسية) لمعلمين غير مختصين ولذلك انعدمت المقارنة أو البحث عن دور للرياضة المدرسية بل إن ما يقوم به النشاط الرياضي في الوزارة ينافي خطوات الإستراتيجية المعلنة مبدئياً من قبلها حيث إنه يتبنى برامج بعيدة عن التطوير ولا تعكس حجم مشاركة الكوادر البشرية والموارد المالية التي تصرف عليه. فبرامج كرة القدم ينقد تحت مسمى “براعم “ وكان الأولى أن يكون تحت مسمى “تطوير كرة القدم” وهذا المخطط الذي قد أعلنته الوزارة عن طريق المستشار الدكتور محمد الرويشد بتبنيها منتخب عام 2022م، وكذلك الحال برنامج موبايلي لكرة القدم للمدارس ينفذ كنشاط بدعم من شركة اتحاد اتصالات موبايلي. ولا يوجد ذكر لمسمى الوزارة وينفذ تحت مسمى دوري موبايلي للمدارس، ومن المصلحة العامة أن يكون دوري المدارس السعودية ولا أعتقد أن دعم موبايلي المالي مهما كان حجمه سيكون نشاطه لدوري كرة القدم هو الأفضل على مستوى مدارس السعودية لأنه مدعوم من القطاع الخاص، وهل ستعجز وزارة التربية والتعليم أن تتبنى دوري لكرة القدم للمدارس ومثله لباقي الألعاب ضمن برنامج تطوير التعليم في السعودية ونحن نرى النجاح الذي حققه اتحاد ألعاب القوى كعادته حاضرا متميزا بالدخول في أعماق تطوير، وتحضيره لإعلان سيكون قريباً بتبني تطوير برامج تطوير ألعاب القوى. ما أود الوصول إليه أتمنى أن تتبنى الوزارة خمس حصص لممارسة التربية البدنية في الأسبوع على الأقل ضمن الخطة الدراسية وفتح المدارس في الفترة المسائية وأن تكون تحظى برامج وزارة التربية والتعليم لجميع الألعاب باهتمام كما يحظى به دوري موبايلي للمدارس ويتم وضع آليات للاستفادة القصوى من هذا الدعم بتطوير لوائح المسابقة. وأن تستفيد الوزارة من الدعم الإعلامي من هذه الأنشطة حيث إنها تدعم الدوري بالكوادر البشرية، أما المالي فلن يعجز الوزارة ضخ عشرة ملايين ريال على سبيل المثال سنوياً في سبيل تنفيذ دوري يليق بطلابنا ويشارك به الجميع، وحتى يكون هناك فرص تعاون حقيقية بارزة أرى أن يتم تفعيل الإستراتيجية من الآن في أن تقام كل الأنشطة تحت جناحها بمسمى “ تطوير “ لنشر ثقافة التطوير وعلى حد علمي بأنه مازال هناك عدم تنسيق بين الأقسام لتنفيذ النشاط والمؤمل أن يكون برؤية وتكامل بين المنفذين وأن يتم التنسيق مع الجامعات السعودية (أقسام التربية البدنية) لزيادة القبول لحاجة الميدان لعدد كبير من الخريجين والأمل أن يكون دور وزارة التربية والتعليم واضحاً في الفترة الانتقالية القادمة التي تحتاج وقفات جادة من جميع القطاعات ذات العلاقة.