لا أظن أن تتغير خارطة المراكز في الجولات الأخيرة المتبقية من دوري زين مالم تلعب الأخطاء التحكيمية دورا في ذلك ، رغم تطمينات عمر المهنا من أن هناك رقابة صارمة جدا ستفرض على الحكام ، وعمر المهنا بالتأكيد لا يعني أن تلك الرقابة ستكون ميدانية أي داخل الملعب فهذا الأمر مستحيل جدا ، على اعتبار أن أي خطأ مكلف وخسارة أي نقطة لا يمكن أن تعيدان شئيا للفريق المتضرر بعد احتساب النتيجة والدوري يوشك أن ينتهي ، إنما هو يقصد بطريقة غير مباشرة رقابة صارمة على الميول في معايير الاختيار والإسناد لإدارة المباريات المتبقية ، وعلى مستوى معدلات الأداء لدى الحكم ، فالحكم الذي سترى اللجنة أن لديه ميولا أهلاوية أو شبابية أو قد يتعاطف مع أحد الفريقين ، أو قد يؤثر ضغط المباراة على ميوله لن يتم إسناد أي مباراة له أي خارج قائمة التكليف والله أعلم إن كان المهنا بوسعه أن يفعل شيئا مما يقول. وتطمينات عمر المهنا إجمالا إلى حدٍ ما مقبولة ، لكنها على أرض الواقع تبدو مجرد كلام في كلام ، لأن عمر المهنا سيتحكم في طاقم التحكيم المحلي فقط ، أما الأجنبي فلا حول له ولا قوة ، والمشكلة أن الأخطاء التحكيمية الفادحة التي تعرضت لها بعض الفرق لم تكن مقتصرة على الحكم المحلي بل أصبحت فعلا ملازما للحكام الأجانب هذا الموسم الذين تمت الاستعانة بهم في بعض اللقاءات ، فكثير ممن أداروا تلك المباريات في دوري زين مستوياتهم كانت سيئة جدا ومجمل الأخطاء التي وقعوا فيها مؤسفة للغاية ومؤثرة وتحوم حولها علامات استفهام كثيرة ، وبالتالي مع حساسية الجولات المتبقية التي يجب أن تمثل أهمية قصوى لدى اتحاد الكرة المؤقت ولجنة الحكام ، لابد من التنبه إلى خطورة الاستعانة بالحكم الأجنبي كيلا يكون جهد موسمٍ كامل في الباي باي لأي فريق يطمح أن يكون في النهاية هو البطل ، فالهلال خسر ست نقاط بصافرة أجنبية عيني عينك هذا الموسم وليس بأحقية الفريق المقابل له ومن ثم خسر المنافسة ولا أريد التذكير بمن هو الفريق المقابل ، والشباب كاد أن يخسر تسع نقاط من أخطاء تحكيمية لا تبرر ، ولولا جهاد لاعبيه في تجاوزها بالإصرار على كسب المزيد من النقاط لكان خارج خطوط المنافسة ، وهناك تسع نقاط للشباب معرضة للخطر من قبل الأخطاء التحكيمية في أي لحظة مقبلة ، وللأهلي أيضا ، وبالتالي التشديد الذي أعلن عنه عمر المهنا والرقابة الصارمة لضمان عدالة أداء الحكام في الجولات المقبلة يجب أن يقابله قرار وقف الاستعانة بأي حكم أجنبي خلال هذه الجولات ، فالحكم الأجنبي أخطاؤه أخطر بكثير من الحكم المحلي ، وربما هي من ستغير خارطة المراكز في دوري زين في جولات الحسم الأخيرة .