|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
النظام المروري ليس (ساهرا)
2012-03-30

من يستمع إلى الإذاعات البريطانية يظن أن القوم يعانون من كثرة حوادث السير، فلا يكاد يمر يوم إلا وتسمع عن حادث أو اثنين على الطرقات المنتشرة لديهم في شبكة طويلة عريضة.. بيد أن هذا الاعتقاد يعد في الحقيقة ضرباً من الظنون؛ حين نعرف أن هناك فقرة إخبارية عن حركة السير تصاحب نشرات الأخبار الرئيسية المتعاقبة على مدار اليوم والليلة.. هذه الفقرة ترصد كل ما يقع على الطرق من حوادث واختناقات مرورية وأحوال الطقس.. وهي ـ بلا شك ـ تساعد الناس وتسهل عليهم الانتقال من مكان إلى آخر في أسرع وقت وتوفر لهم أسباب السلامة من حوادث الطرقات التي لا يتجاوز عددها ـ كما قلت ـ واحد أو اثنين على الأكثر.. تأتي في الغالب نتيجة لأحوال الطقس كالأمطار التي لا تتوقف والضباب والثلوج.. إنهم يعلنون عن كل صغيرة وكبيرة تقع على الطرق.. ولو أننا فعلنا مثلهم لامتد وقت إذاعة فقرة حركة السير وغطت كامل فترة البث الإذاعي!.. فما أكثر الحوادث التي تقع على الطرقات السريعة عندنا ولا يعلم بها أحد!.. الجهة الوحيدة التي ترصدها وتدرك حجمها ومقدار الضرر الذي ألحقته بالبشر هي إدارة المرور وتحديداً أقسام الحوادث.. الفقرة الإخبارية الخاصة بحركة السير تعد ظاهرة مألوفة في الإذاعات البريطانية والغربية إجمالاً، وتشير إلى مقدار الشفافية في إيصال الحقيقة بكل أبعادها لترسيخ الأهمية وتحقيق الوعي المطلوب.. إنني لا أطالب باستحداث فقرة إخبارية لحركة السير في الوقت الحاضر قبل أن تكون هناك إستراتيجية وليست (حملة) لإيقاف هؤلاء المتهاونين بأرواحهم وأرواح من يشاركونهم السير في الطرقات.. والحل لا يمكن أن يختزل في نظام (ساهر) رغم دوره الكبير في التخفيف من نسبة الحوادث على الطرق السريعة.. إننا بحاجة نظام مروري متكامل يتسم بالفاعلية.. وهذا النظام معروف ولا يحتاج إلى ابتكار، ويمكن أن نحصل عليه بـ (بلاش) ودونما (صفقات) ولا (اعتمادات).. كفى هدراً في الأموال على تلك الحملات البدائية التي ظلت (تراوح) قرناً من الزمان في إطار (التوعية الناعمة) التي لا تتعدى (بوستر) وعبارة عتيقة تقول (احترامك لأنظمة السير دليل وعيك).. إننا بكامل قوانا العقلية ونعرف ما ينفعنا وما يضرنا.. ولا ينقصنا سوى (الحزم) بعد أن انفرط (الحزام).. ونظام لا يعرف أخاً ولا صديقاً دون أن يتعدى على كرامة الإنسان.. وإلى أن يتحقق ذلك سنظل نضرب كفاً بكف مع كل تعد على الأفضلية لمن في داخل الميدان، وعلى كل انتقال من مسار إلى مسار دون سابق إنذار أو إشعار. ولو أردنا أن نواصل استعراض الانتهاكات المرورية ـ التي باتت تملأ الرعب في الطرقات ـ لاحتجنا إلى أكثر من مقال.. فإلى أن يصلح الحال سنظل نتألم بأسى ونقول: النظام المروري ليس (ساهراً) يا إدارة المرور.