|




خالد قاضي
الأهلي يهزمهم حتى في البلوت
2012-03-31

سوف تبقى ذكرى الجولة 24 من دوري المحترفين السعودي لكرة القدم طويلاً في أذهان الجماهير الكروية وخاصة الجماهير الأهلاوية والشبابية بعد أن انحصر التنافس على لقب أجمل دوري سعودي من حيث الإثارة بينهما.. لكن الاتحاد والاتفاق بعراقتهما ومكانتهما في أجندة الكرة السعودية رفضا في ليلة الجمعة الماضية أن يكونا ضيفي شرف في الدوري المثير.. فالاتحاد هزم الأهلي بهدف رأسية نايف هزازي.. وهو الفوز الذي كان كفيلاً بإبعاد الأهلي من المنافسة لكن الاتفاق الطامح للمركز الرابع رفض هو الأخير أن يكون أقل شأناً من الاتحاد فحرم الشباب من البطولة مبكراً بتعادل سلبي هو أشد مرارة من الخسارة.. كان فيه الحكم المونديالي السعودي خليل جلال بطل الموقف ورد بقوة على كل من شكك في نزاهته على خلفية أنه أهلاوي الميول لكن خليل جلال كسب الموقف بكل رجولة حتى رئيس الشباب خالد البلطان أشاد به وانتقد تصرفات مدرب فريقه البلجيكي برودوم.. وفي جدة كانت العيون الأهلاوية عين على الملعب وأخرى على ملعب الدمام.. وفي هذه الجزئية حزنت جداً لثقافة اللاعب السعودي والتي تمثلت في تصريح غريب أطلقه مهاجم الاتحاد نايف هزازي وليته صمت فهو مبدع في الملعب لكنه يسيء لنفسه عندما يتكلم.. وهو الذي قال بعد المباراة إن هدفه وفوز الاتحاد حرم الأهلي من بطولة الدوري، في وقت أكدت فيه المدرجات والمشجع الأهلاوي البسيط أنه أكثر ثقافة من نايف هزازي فالجماهير الأهلاوية احتفلت قبل نهاية الديربي في جدة بخمس دقائق بعد أن جاءها الخبر السار من الشرقية بتعادل الشباب السلبي مع الاتفاق وهي النتيجة التي أبقت على آمال الأهلي في الدوري حتى لو خسر من الاتحاد بأكثر من هدف.. غريب جداً أن يتكلم نايف هزازي عن الأهلي بهذه الصورة وكأنه يلعب في دوري الحواري وهي نفس ثقافة شقيقه الأكبر ابراهيم هزازي واللذين دائماً ما يدخلان في تحديات مع الإعلام والجماهير والإداريين، فالنجم المبدع لابد أن يجمع بين احترام الآخرين لأن النجومية في الملعب وحدها لا تكفي والدليل أن جماهير الاتحاد لا تزال تحترم حمزة إدريس حتى بعد اعتزاله. أعود لمباراة الأهلي والاتحاد وأقول إن من حق العميد أن يلعب بالطريقة التي تعجبه حتى وإن كانت بتسعة مدافعين وهذا اعتراف من الاتحاديين بقوة الأهلي الذي عانى من ضعف مستوى البدلاء الذين لم يسدوا الفراغ الذي تركه الخروج الإجباري للحوسني وللكولومبي بالمينو.. وأقولها بصراحة إن الحكم البلجيكي الأسمراني فشل في التعامل مع الكثير من الألعاب الخشنة ومن أبرزها تعمد أسامة المولد في ضرب متعمد بالمرفق على وجه عماد الحوسني بعيداً عن عيون الحكام لكن عيون كاميرات القناة الرياضية المتطورة اصطادته حتى المعلق المبدع عامر عبدالله استغرب التصرف من مدافع كبير في حجم أسامة، وأنا أتفق معه وأقول (أنت أكبر من كدا يا أسامة) لأن جميع الجماهير تحبك.. أما الإصابة التي تعرض لها محمد نور فهي جاءت باحتكاك عفوي مع حارس الأهلي ياسر المسيليم في كرة مشتركة وهنا القانون دائماً يحمي الحارس داخل منطقة الجزاء.. أما التحكيم في مباراة الشباب والاتفاق فإن خليل جلال والذي أرى أنه نجح بشكل كبير في تجاوز الموقف لكنه أدار المباراة تحت ضغط إعلامي رهيب لكن خبرته أنقذته من الموقف الصعب ومع ذلك أرى أن خليل جلال استعجل باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة للشباب عندما مثل لاعب الشباب فرناندو عليه داخل منطقة الجزاء وهي ضربة جزاء مشكوك فيها على غرار ضربة الجزاء التي منحها الحكم عبدالرحمن العمري لمهاجم الشباب مختار فلاتة وهي الضربة التي أهدت للشباب نقاط النصر الثلاث.. ومع ذلك يخرج علينا بعض الأصوات النشاز وتقول إن الأهلي يفوز بالتحكيم.. هذا هو الأهلي خسر أمام الاتحاد وليتكم (تنقطونا بسكاتكم).. فالأهلي كاد أن يخسر أمام هجر ومع ذلك لم يسلم الحكم خالد الزهراني من كلام المغرضين، ولو كان الحكم الزهراني أراد أن يجامل الأهلي كما يتوهمون لما منح هجر فرصة التقدم بثلاثة أهداف لهدف إلى ما قبل نهاية المباراة بربع ساعة (أين عقولكم؟).. وإذا كان المتكلم مجنون فعلى المستمع أن يكون عاقلاً.. قلتها وأكرر لو كان القرار في اتحاد الكرة بيدي لمنحت الأهلي والشباب درعين واعتبرت كلاً منهما بطلاً للدوري لكن المشكلة أن البطل واحد وما قدمه الأهلي والشباب هذا الموسم جهد خطير وتشكر عليه إدارتا الفريقين وأعضاء الشرف الداعمين للفريقين العريقين الأهلي والشباب الذي يبقى كبيراً حتى وإن كان لا يملك شعبية جماهيرية وهذا ما أكده المتحدث الرسمي لنادي الشباب طارق النوفل الذي قال على الهواء إن جماهير الشباب أصبح عددها (1400) مشجع.. ولو قلتها أنا لغضب الشبابيون مني لكنها جاءت على لسان متحدثهم الرسمي.. ما علينا الأهلي والشباب فريقان في قمة الاحترام هذا الموسم رغم أن الأهلي لا يزال يحارب على الجبهة الآسيوية والأهلي نادٍ لجميع الألعاب وليس نادي اللعبة الواحدة مثل الشباب.. وحتى من أراد أن يتحدى الأهلاوية في لعبة (البلوت) فإن الفوز سيكون أهلاوياً رغم أني حاولت أكثر من مرة أن أتعلم البلوت لكني فشلت.. ويبقى السؤال الأصعب بعد الليلة العصيبة التي مرت بالأهلاوية والشبابية فريق يفرح بخسارة من الاتحاد والشباب يبكي بالتعادل مع الاتفاق، وكم من المشاهد المتناقضة في ليلة أمس الأول.. ولا يزال للإثارة وحرق الدم والأعصاب بقية، فالشباب مع الأنصار في الرياض والأهلي مع الرائد في القصيم في الجولة ما قبل الأخيرة ولا يوجد فريق ضعيف وآخر قوي.. والدليل أن الاتحاد السابع هزم الأهلي الثاني.. ومشكلة الأهلي دائماً مع الفرق الصغيرة لا تنتهي.. وإذا الأمور منطقية فإن الحسم سيكون في جدة في ليلة أنصح كل من يعاني من الضغط أو السكر أو أمراض الدم أجارنا الله وإياكم ألا يشاهد المباراة لأنها ستكون مباراة تاريخية بمعنى الكلمة.. ويومها سنبارك للبطل إن كان الأهلي فهو يستحق، وإن كان الشباب فهو يستحق أيضاً المهم خلصونا كفاية.. فالاتحاد لعب من أجل غيره لكن أبو نية وهو الأهلي غلب أبو نيتين وهو الاتحاد.. ولو رغم أنها كلمة تفتح عمل الشيطان.. أقول لو أن كرة ويندل في الثانية الأخيرة أمام الاتفاق عانقت المرمى لكان الأهلي في خبر كان لكن الواضح أن لقب الدوري هو من يطارد الأهلي.