إذا لم تحسم بطولة الدوري الأضعف اليوم فمن الأفضل تأجيل الجولة الأخيرة التي ستجمع بين الشباب والأهلي إلى موعدٍ لاحق حتى تهدأ النفوس ، لأن استمرار وتيرة المطاردة النقطية بهذه الحدة ووسط هذا التصعيد اللفظي يعني تحويل اللقاء المقبل إلى لقاء تصفية حسابات قديمة وتحد وكسر عظم كما هو واضح ، وقد يترتب على هذا الاحتقان المتراكم مأساة كغيرها في بلاد أخرى ، حتى لو كانت الظروف مختلفة ، والضبط الأمني داخل الملعب ذا درجة عالية جدا. فالجمهور عاطفي وانفعالي ومتأثر جدا بالتراشقات اللفظية بين الطرفين ، وهناك من قد لا يحسب عواقبها ، ويتحين الفرص( ليفش خلقه) ، وهذا الاحتمال طبيعي للغاية ، وبالتالي التفكير في تأجيل اللقاء الأخير مالم يحدث الحسم اليوم خير من الاستمرار في أدائه وفق الموعد المقرر بشكل مسبق دون أن تكون هناك ترتيبات عملية دقيقة تضمن سلامة المباراة بمن فيها سواءً في المدرجات أو داخل الملعب ، فالخطاب الإعلامي لكلا الطرفين وما يكتب في المواقع الالكترونية المعنية بالناديين لا يعطي انطباعا مريحا بأن لقاء سيمر مرور الكرام دون منغصات متوقعة ، إلا إذا كانت هناك فعلا ترتيبات عالية وتهيئة إعلامية مسبقة تمحو ما مضى وتؤكد أن المنافسة على اللقب لا تلغي احترام كل طرف للآخر ، وأن ما قيل في الأسابيع الماضية كان مجرد سحابة صيف ، وأن فوز الشباب باللقب لا يعني الانتقاص من طموح فريق الأهلي ، وأن فوز الأهلي بالمباراة لا يعني أيضا أن الشباب لا يستحق البطولة، وأن الاثنين كلاهما عينان في رأس واحدة . ومسئولية اتحاد الكرة المؤقت كبيرة جدا في التفكير في الخيارين ، خيار التأجيل ، أو خيار البحث عن ترتيبات صارمة تضمن سلامة اللقاء ونزاهته تحكيميا لكيلا يبقى في النفوس شيء من حتى، ففي مباراة الربيع والكوكب كادت أن تتسع مساحة اللغط ، ولو كان هناك جمهور كبير للفريقين داخل الملعب لحدث مالم يحمد عقباه بفعل أخطاء بدائية لا يقع فيها من يفهم ألف باء كرة قدم ، فكيف الحال بلقاء فريقين التراشق مازال مستمرا بين أطرافه في كل الاتجاهات قبل أن يبدأ .