استفتاء الموقع الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يرأسه أحمد عيد هذه الأيام أكد ضعف بطولة دوري زين في نسخته الثالثة، وصادق على ما ذهبت إليه من رأي واضح وصريح قبل شهرين من أن الدوري هذا الموسم مع غياب الهلال والاتحاد (ما عندك أحد) لا من حيث الصراع على القمة ولا من حيث صراع الهروب من القاع ، والكل مقتنع بهذا. والاستفتاء الذي حدث جاءت نتائجه تلقائية وليست موجهة وبمشاركة من غالبية ممن يميلون لمعظم الأندية، وهو استفتاء منطقي إلى حدٍ كبير لأسباب متعددة ولا يرتهن إلى ميول مشجعي أي ناد في التقييم الموضوعي للواقع. فأي بطولة دوري في العالم من المفترض أن تحسم قبل جولتين أو جولة واحدة على الأقل من نهايتها لأنها دوري وليست (صكة بلوت)، أي بمعنى أن اللقب يأتي تكليلا لجهود ونتائج مجموعة كبيرة جدا من المباريات، وتحقيق لأفضلية الكسب المستحق، وليس إلى الظروف والنتائج المتعددة للفرق الأخرى، وهذا الموسم رغم صدارة فريق الشباب ومجموع نقاطه العالي جدا وتعثر الهلال في أكثر من محطة وتراجع الاتحاد منذ بداية البطولة واستثمار الأهلي لهذه العوامل ودخوله معمعة المنافسة بشيء من الحماس المتواصل واللعب على نتائج المباريات الأخرى والأخطاء التحكيمية، إلا أن الحسم رغم ذلك لم يحدث في الجولات الطبيعية المفترضة التي تعد مقياسا على قوة وجدارة المنافسة ،إنما حدث الحسم في مباراة الأمس الأخيرة، وبالتالي دلائل ضعف الدوري هذا العام ليست بحاجة إلى استشهاد وذلك بقدر ما كانت تقدم نفسها بشكل واضح من جولة لأخرى، فالشباب فشل في حسم البطولة من أمام الاتفاق بعدما سقط الأهلي بالتخصص أمام الاتحاد، والأهلي لم يستثمر تعادل الشباب الأخير إنما أبقاه ضعف البطولة العام رهيناً للمباراة الأخيرة، ولو بقيت مسافة للتأجيل في مسألة الفصل فيها لربما سمعنا بها في ظل ضعف السياق العام لها، وعموما البطولة انتهت أمس ومبروك لمن ذهبت إليه سواءً الشباب أو الأهلي.