|




سعد المطرفي
هل مكة المكرمة لا تستحق أكثر من ناد
2012-04-29

في الأحساء هناك أكثر من عشرة أندية ، وفي مدينة القطيف درزن أندية بالتمام والكمال ، وكلها معتمدة رسميا ، وتنافس في كثير من الألعاب ، وممارسو الرياضة في هاتين المدينتين لا يتجاوز عددهم ما نسبته اثني عشر بالمائة من سكانها ، وفي تبوك ستة أندية وفي الجوف أثنا عشر أما مدينة مكة المكرمة حرسها الله والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة بخلاف المقيمين فيها ، فلا يوجد بها سوى ناديين أحدهما سعيد والآخر شقي ، و هما حراء والوحدة ، وحراء رغم تطوره النتائجي واستقراره الإداري ، ونمو حجم استثماراته الفعلية إلا أنه لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يحتوي أكثر من ستين بالمئة من عدد سكانها الذين يمثلون فئة الشباب ، ويكفي أنه يخدم ممارسي الرياضة في الأحياء الجنوبية والغربية من هذه المدينة الطاهرة ، خصوصا بعدما أصبح نادي الوحدة خطا أحمر ومنحصرا في بضعة أشخاص هم من يقررون كل أمر يتعلق به ، وساعدتهم في ذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال إبقائه في هذا الإطار الضيق جدا عبر قراري إلغاء الانتخابات الشرفية وانتخابات الجمعية العمومية ، وحل إدارته المنتخبة ، وبالتالي إن كانت النوايا فعلا جادة في التوسع في عدد الأندية كي تصل إلى ثلاثمائة ناد خلال السنوات الخمس المقبلة ، فمدينة مكة المكرمة أحق بأن ينالها نصيب جيد من هذا التوسع ، فهي بحاجة إلى ثلاثة أندية جديدة على أقل تقدير، بحيث يكون هناك ناد في شرقها يعيد ذكريات الشرق ، والمتحمسون لعودة الشرق من رجال أعمال ولاعبين كثر ،وناد يخدم وسطها ، وثالث يخدم البوابة الغربية الجديدة ، فمكة المكرمة تزخر بمئات المواهب في معظم الألعاب و لكن ليس أمام تلك المواهب الشابة من وجهة غير نادي الوحدة أو حراء ، ونادي الوحدة مازال وسيظل يدار بتلك العقلية الضيقة جدا التي تحاول تجذير مفاهيم ليست ذات صلة بالواقع ولا بالرياضة وتمارس الإقصاء لكل من يحاول أن يأخذ بيدها إلى الحقيقة التي يجب أن تعيها ، وحراء مازال بعيدا عن الأضواء، وإذا ما صعد قد يختطفه هولاء مثلما فعلوا بالوحدة ويكفي الشكاوى التي سبقت انتخاباته الأخيرة ومحاولة فرض الوصاية المسبقة عليه ، والرئاسة يجب أن تفكر في هذا الاحتياج مليا لا أن تستمر في أخطائها وتهميشها لهولاء الشبان وتطلعاتهم في وجود أكثر من ناد يحتوي مواهبهم ويصقلها بشكل سليم ، فالرياضة خير من رفيق السوء.