|




سعد المطرفي
الاسترزاق بابه عريض
2012-05-06

كل العبارات التي يطلقها المعلق الرياضي دائما ما تأتي من باب الاسترزاق ، على اعتبار أن حرفته تتطلب ذلك ، ولو لم يفعل ذلك فستتوقف به الأيام . فمن النادر جدا أن يكون منطقيا وهو يهدر باستمرار حتى يتوقف اللعب ، ومن المستحيل جدا أن يكون رويا وهو يصف الأمور بجمل أكبر من حقيقتها ، ومن الصعب أيضا أن يصرخ داخل كبينة التعليق مالم يكن قد أصبح بينه وبين الجنون (أشعره) ، وبالتالي لا يلام لا عامر عبدالله ولا عدنان حمد على الإطلاق على أي جمل مضللة قد سقطت منهما نحو المشجع السعودي في أي مباراة مضت أو مقبلة ، ونحو أي فريق ، ونحو أي زميل ، فالاسترزاق بابه عريض وله منكبان ، وإذا لم يعتله المعلق المتسطح اعتلاه الفقر والنسيان ، وذهبت به الهامشية إلى أن يصرخ على المارة دون كرة ودون لعب ودون (أشعرة ) عقل وهذه هي حقيقة . والاسترزاق أيضا يتطلب أشياء مختلفة ومتناقضة يعرفها كل معلق من هذا النوع ، و الاسترزاق أيضا يتطلب تسطحيا ذهنيا واسعا وفضفاضا ، لكن على كل حال مثل هذه الأدوات قد تنفع في دائرة صغيرة من المشاهدين ، ولكن لا يمكن أن تنفع مطلقا مع متابعين كثر كحجم متابعي الدوري السعودي . لذلك إذا كان عامر عبدالله يعتقد أن تلك الأداوات قد نجحت في إيهام االناس أنه معهم وهو خارج البلد فهو ليس وحده على خطأ ، أو أن الاسترزاق من أجبره على ذلك ، إنما أيضا القناة التي سمحت له بذلك هي على خطأ ، لأن المشاهد السعودي هو مواطن ، والمواطن مقدم على من سواه ، وهو الأحق بالاعتذار عن هذا التسطيح والاستغفال ، وليس المعلق هو الأحق بالاعتزاز والاعتذار ، لأن الجماهير التي قصد المعلق استفزا زها هي الأحق بالاعتزاز على اعتبار أنها هي رصيد القناة ، مالم يكن هناك رأي جديد لم تسمعه مثلما سمعنا أنها تعتز بهما علنا . أما مباراة الغد فتيسير الجاسم وضربه الخفي للاعبين يحتاج إلى رصد وإلى كاميرا خاصة وإلى حكم خاص ، فهذا اللاعب مبدع دائما لكنه عدائي في استخلاصه للكرة ، أو عندما يدرك أن فريقه قد لا يتمكن من إدراك النتيجة.