|


د . رشيد الحمد
لجنة الانضباط على المحك
2012-05-10

المحك الذي لم يتجاوزه الكثيرون في أنشطتنا ومؤسساتنا الرياضية الذين لا يرون إلا أنديتهم المفضلة، على أن الدنيا متعددة الألوان وليست لوناً واحداً أو لونين اثنين وهذا يناقض قيم الحوار السامية والتواصل البشري، في ظل أن الحوار وسيلة للتعايش والتفاعل بين هؤلاء المهتمين والمتابعين وإيجابياته وصحته تمثل رافداً مهماً من روافد التعايش والتواصل الذي يحقق التوافق الاجتماعي والتعاون البشري والحضارة الإنسانية.. وكرة القدم ميدان تنافسي لابد أن يكون أخلاقياً ذا أساليب ووسائل أخلاقية ومهنية وقانونية وهذا يرفع لياقة المشاركين في التنافس والتسابق نحو رياضة اشتهرت بعمق الروح الرياضية، وتابعنا في وسطنا الرياضي وبالذات في كرة القدم على اعتبار أنها تحظى باهتمام ومتابعة من أغلب أفراد المجتمع بلا استثناء القرارات التي أصدرتها لجنة الانضباط في حق جمال تونسي رئيس نادي الوحدة سابقا بإيقافه (5) سنوات وتغريمه ماليا، وقد يكون هذا القرار من أشجع القرارات التي اتخذتها اللجنة بعد أن منحت استقلالية في اتخاذ القرارات دون الرجوع لرئيس مجلس إدارة الاتحاد، وظهر فيه نوع من الحزم المطلوب لإعادة الأمور إلى نصابها في وقت نحن أحوج فيه للعمل الاحترافي البعيد عن الارتجالية والشوشرة والعشوائية، فهذه الجرأة والقوة في اتخاذ القرارات من قبل لجنة الانضباط هو ما كان يطالب به الوسط الرياضي والإعلامي والشارع الرياضي على حد سواء وذلك بحثاً عن وضع حد للمهاترات التي عصفت وأثرت على مسيرة كرة القدم وجمالها وآدابها وأخلاقها فليس كل من ظهر إعلاميا وبكى حصل على استعطاف المتابعين وتحاشى العقاب المستحق، فما حدث من اتهامات غير موثقة ومدعومة بالأدلة وتشويه للحقائق وطعن في مصداقية أعضاء متطوعين في لجان اتحاد الكرة مؤشر خطير يدعو إلى بث روح العنصرية والفرقة بين الرياضيين المجتهدين النزيهين المخلصين في وطن عرف رجاله وشبابه بالعدالة والصدق والأمانة والنزاهة، ثم إننا نعرف قيادات رياضية متميزة تجنبت العمل في لجان اتحاد الكرة بحجة عدم وجود أنظمة وقوانين تحميها من عبث بعض غير المقدرين لهم ومشاعرهم ومسؤولياتهم ومكانتهم الاجتماعية والأدبية، ورغم قوة القرار ومصداقيته لو لم يكن فيه إلا ردع مبدأ إثارة التفرقة والعنصرية والمناطقية في وسطنا الرياضي، وكنت لا أحبذ أيضاً أن نسمع بأن الكابتن أحمد عيد رئيس الاتحاد المؤقت المعروف بمواقفه الرياضية في مجال اللعبة وتاريخه المليء بالإنجازات والذي دائماً ما كان يطالب ويدعم استقلالية عمل اللجان بأن يكون واحدا من الذين حاولوا تعطيل القرار وتأجيله، بل يتراخى في تقوية عزيمة رئيس وأعضاء اللجنة على اتخاذ مثل هذا القرار الحيوي الذي أعاد للجنة هيبتها وهو بذلك قد يرسب في أول اختبار له كرئيس اتحاد يحتاج منه أن يقف مع الحق وأن يطبق القوانين التي تحفظ لكرة القدم وقارها وأستغرب مما أثاره بعض الإعلاميين من عدم الرضا بهذا القرار في الوقت الذي كان يستحق التصفيق للجنة على خطوتها الجريئة التي ستكون رادعاً لكل من يسيء للآخرين، فالوسط الرياضي كان يوماً ما يعاني من القبضة اللينة على أمور وقضايا اتحاد الكرة مما أوصله لمرحلة ميئوس منها كان لها دور في إحباط كل المنتسبين للعبة على وجه الخصوص والرياضيين بشكل عام، وكانت سبباً في تدهور حدث للعبة ومستقبلها ومازالت تعاني منه حتى الآن واليوم فالجميع مع لجنة الانضباط في تطبيق اللوائح والأنظمة بكل حزم وهي الآن على المحك مع أمنياتنا بأن تكون قراراتها مستقبلاً بنفس القوة على جميع الأندية الرياضية بغض النظر عمن يرأس تلك الأندية وسيسيرها.. والله الموفق.