|


د . رشيد الحمد
مستقبل رياضتنا المدرسية
2012-05-16

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تبنيها إستراتيجية للتربية البدنية والنشاط الرياضي ويسجل لسمو وزير التربية والتعليم أنه على حد علمي أول وزير يعلن عن مشروع إستراتيجية ويعلنها ويدعو لها العديد من المختصين للعمل على إعدادها وإبداء الرأي حولها وإن كانت المجاملة شملت بعض الأسماء الذي وجودهم لن يشكل إضافة للعمل فيما تم تجاهل من قامت على أكتافهم الرياضة المدرسية، والغريب في الأمر أن اللجنة للإستراتيجية خلت من أي عضو من الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة الذي ظل يقوم بواجباته ممثلاً للوزارة لمدة تزيد عن (20) سنة وما زال، ومن واقع تجربتي في الرياضة المدرسية على مدى (30) عاماً أرى بأن التربية البدنية والنشاط الرياضي لم تحظ باهتمام كما هي عليه اليوم من دعم واهتمام منقطع النظير وبالذات من سمو الوزير الذي أرى بأن طموحه (وفقه الله) يفوق معاونيه بمراحل، ولكن أتمنى أن يتساير مع همته وطموحه وفكره من معه في الفريق، وأعرف من هم قائمين على الإستراتيجية حاليا من كانوا ضد فكرة التطوير، ويشهد الله والأوراق التي رفعت لطلب التطوير خير شاهد لقد نصبوا أنفسهم ضد التغيير والتطوير وقد يكون لهم عذرهم على اعتبار حجة غير مقبولة وهي صعوبة تجاوز هيكل الوزارة المترهل آنذاك حيث إن التربية البدنية يتجاذبها أربع وكالات وإدارات وما زال كانت سبباً في تشتيت الجهود فيما بينها، وحاول وكيل الوزارة السابق عضو مجلس الشورى حاليا الدكتور خالد العواد إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتنظيم ما يسمى المجلس العلمي للمواد رغبة منه في لم الشمل ولم ينجح المخطط بحجة إصرار البعض على عدم تقديم تنازلات وتعطلت عجلة التطوير وأصبحت الرياضة المدرسية اجتهادات وقتية وبدون خطة إستراتيجية ورغم قناعتي بأن فريق الإستراتيجية الأجنبي لن يبني واقع الإستراتيجية إلا على آراء وخبرات مشرفين تربويين رياضيين قادة في الميدان التربوي الذين لم يجدوا التشجيع لتبني التطوير في وقت مضى، ولأن الأمور في بناء الإستراتيجية على الورق حاليا ويسير وفق الأصول وما خطط له فإن وجود حرس قديم يهتم بنفسه فقط قد يعطل الإستراتيجية على أرض الواقع، وحتى تكون العملية تخضع لعمل مؤسسي لرياضة مستدامة مهما كان المسير للرياضة المدرسية بها ولأن الهدف الأول والأخير من كل هذا مصلحة الطالب بالمدرسة فإن إعادة هيكلة الوزارة وبالذات ما يتعلق بالرياضة المدرسية أمر مهم كأن يتم تشكيل وحدة للتربية البدنية المدرسية أو إدارة عامة للتربية البدنية والنشاط الرياضي تضم جميع إدارات الرياضة المتشتتة وتشكيل اتحاد للرياضة المدرسية برئاسة سمو الوزير ويعتمد من قبل المقام السامي حتى يكون أكثر نظامية لأن ما هو معمول به حاليا ينطبق عليه مثل (الذيب ما يهرول عبث) وهو التمسك بالنشاط الرياضي ككرة القدم الذي يبرز الأشخاص على مصلحة الطالب والمعلم وإهمال الجانب المهم المعلم والمدرسة التي هي من أهم مكونات المنظومة التربوية لأي مجتمع، المشكلة لحضارته والعامل الحيوي للحفاظ على مكتسباته بكل ما تمثله من قيم ومعارف وسلوكيات وماديات، فمن الطلاب من يحتاج للألعاب الجماعية.. ومنهم من يحتاج للألعاب الفردية.. ومنهم من يحتاج لكرة القدم، وأؤكد على كلمة يحتاج وليس كلمة يرغب. وأن يتم تبني مشروعات أخرى مصاحبة كالاهتمام بالملاعب والصالات والأدوات والأندية الرياضية وقبل ذلك المعلم. ـ نظمت الوزارة الدورة الرياضية المدرسية هذا الشهر بجدة، ودعي للدورة أمين عام الاتحاد العربي للرياضة المدرسية فتحي الإدريسي واحتفي به، وتم تجاهل قامات وطنية ورياضيين حقيقيين صنعوا مجد الرياضة المدرسية بجدة كعبد الرزاق معاذ وعبدا لله الطبيقي وعبد الله حلوان، وقس على ذلك قادة من مناطق المملكة، يا ترى من يقف خلف هذا التجاهل في كل مرة والاهتمام بشخص ليس له علاقة برياضة مدرسية محلية؟ ـ في الدورة المدرسية اهتم بالشكليات والاحتفالات وتم الصرف عليها بسخاء ولم يتم الاهتمام بإسكان اللاعبين وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، والانتقالات. مازلنا ننتظر عملا احترافيا للرياضة المدرسية يليق بتطلعات وتوجهات سمو الوزير.. والله الموفق.