أمور كثيرة لم تتغير في مواسم الاختبارات منها أن الطالب والمعلم والمدرسة والأسرة والمجتمع يتقاعسون عن العمل بجدية وانتظام طوال العام الدراسي وعندما تأتي الاختبارات تجد العجب العجاب من الاستعدادات والضغط النفسي والتوتر والسهر والمراجعة والدروس الخصوصية والمنبهات وكأن العام الدراسي أختزل في هذه المدة الزمنية، وهذا ما جعل التعليم خاصا بالاختبارات وزمنها وحصيلة الطالب تتمثل في معلومات يراجعها ويحفظها وأسئلة وإجابات يعطيها له المعلم وعليه حفظها ثم ينساها بعد الاختبارات وكأنها لم تكن فأين كنتم طوال العام الدراسي؟ ولماذا هذا التوتر وهذا الجهد المضاعف في حين أن دولاً متقدمة مثل اليابان ألغت الاختبارات النهائية واستبدلتها بتقويم مستمر طوال العام وبترفيع آلي وبتحديد مهارات معينة تنقص الطالب ثم يتم التركيز على ذلك لكن الاختبار المهم هو ما يماثل عندنا اختبار القياس ويهدف إلى تحديد ميول وقدرات واستعدادات الطالب والمجال الذي يناسبه في الجامعة. وثاني هذه الظواهر شرب مشروبات الطاقة والقهوة مما يزيد التوتر ويعرض الطلبة لزيادة خفقان القلب وهنا تتشابك العوارض النفسية مع قلق الاختبار لتتحول لعوارض جسدية مربكة للأسرة. وثالث الظواهر نشاط مروجي الكبتاجون والحبوب المنشطة لخداع الطلبة والطالبات بتأثير هذه الحبوب على فعالية الدراسة وهذا أمر يجب الانتباه منه والحذر من خطورته وبحمد الله مكافحة المخدرات نشطت وبقي مساهمة بقية القطاعات التوعوية والثقافية والإرشادية. ورابع هذه الظواهر محلات خدمات الطالب التي توفر الملخصات وتسهم في إعداد بحوث الفصل الدراسي والتي يعتمد عليه بعض الطلبة وهذه ظاهرة خطيرة وخدمات الطالب أصبحت بؤرة تنخر في نظامنا التعليمي ويجب مراقبتها وإيقافها، فالطالب يجد المعونة ويدفع المبلغ والأستاذ لا وقت لديه للمراجعة والتأكد من مرجعية العمل، وهذه ظواهر لا يمكن إنكارها وقد يسلم منها ولله الحمد أنقياء الضمير والحريصين على جودة التعليم . ومن الظواهر كذلك الغش وتساهل بعض المدارس والأساتذة في المراقبة وهذا أمر سيء يزرع التهاون والخداع لدى الطالب ويجب الحزم في ذلك. ومن أبشع الظواهر وجود فراغ بعد يوم الاختبار عند بعض الشباب فيدورون في الشوارع وتجدهم في المطاعم والمقاهي وربما التفحيط وهذه مآسي نراها وقت الاختبار وينتج عنها حوادث مميتة. أما بعض المدارس الأهلية والحكومية فهناك تضخم الدرجات وزيادتها للطلبة وهذا غش ولا يعكس واقع الحال، بينما نجح اختبار قياس في إظهار الحقيقة فهوجم من الضعاف الذين تضخمت درجاتهم على حساب الواقع الحقيقي لمهاراتهم ومستواهم. وأخيرا أدعو الله لأبنائنا وبناتنا بالتوفيق والنجاح، وأن نطور من آليات الاختبارات والتقويم لدينا مستفيدين من أنظمة التعليم الحديثة في الدول المتقدمة في هذا المجال.