أتعلم كل يوم أهمية المال في تسيير الرياضة التي أصبحت "صناعة" تكلف الكثير لتجلب الكثير، ولذلك سأحدثكم اليوم عن ثلاثة جوانب لعلاقة المال بالرياضة هي الإنفاق والعوائد والاستثمار، مع يقيني بأن الارتباط بين الثلاثة يجعل من الصعب الفصل بينها .. ولكنني سأحاول للتعريف بعلاقة المال بالرياضة. "الإنفاق على الرياضة" يأتي في صورتين أحب الأولى وأمقت الثانية، فالإنفاق الحكومي محبب لنفسي حيث تقوم الدولة بدورها الريادي في خدمة شباب الوطن وتوفير البنية التحتية المتطورة واللازمة لتطوير الرياضة، فالملاعب والصالات الرياضية والأكاديميات ضرورة ملحّة لأي دولة تنشد النهضة الرياضية الشاملة، وربما تستغربون إذا أخبرتكم بأن الذي تولى مشروع النهضة الألمانية في كرة القدم (1996_2006) هو وزارة الداخلية. أما الإنفاق الذي أمقته فهو سطوة أصحاب رؤوس الأموال على الرياضة واختطاف نجومها وبطولاتها بالبذخ المبالغ فيه وكأنها لعبة يتسلون بها. "عوائد الرياضة" تأتي في صورتين أيضاً (مادية ومعنوية)، والحقيقة أنهما مكملتان لبعضهما البعض، فالعوائد المادية من بيع الحقوق والتسويق وغيرها تنعكس بشكل إيجابي على تطوير اللعبة ووصولها إلى أعلى المستويات، وستجدون أن هناك علاقة طردية تؤكد أن تحسن عوائد الرياضة يحسن نتائجها. "الاستثمار في الرياضة" وهو المجال الذي عشقته منذ كنت طالباً في أمريكا وبريطانيا، حيث تعلمت كيف تتحول الرياضة إلى صناعة، وكنت ولازلت وسأظل – بإذن الله – أسعى جاهداً لنقل التجارب الناجحة إلى الوطن الذي أعشق ترابه، ولا أخفي سعادتي بالنقلات النوعية التي تحققت في هذا المجال مع يقيني بأننا لا نزال في بداية الطريق وأن أرض الاستثمار في الرياضة السعودية لازالت بكراً تستوعب المزيد من الشركات لإدارة الجديد من الاستثمارات وتوظيف الكثير من الشباب، ولذلك يجب أن نفتح النوافذ والأبواب للشباب المتخصص في الأندية والاتحادات لتنهض رياضتنا وتتفوق. تغريدة – tweet: التقيت "ميشيل بلاتيني" في بودابست وأبدى تحفظه الشديد على الأندية التي تبالغ في الإنفاق بشكل لا يتناسب مع عوائدها، وقال إنه يملك رؤية تحد من هذه الظاهرة التي أفسدت سوق الانتقالات ورفعت سقف الرواتب والعقود، وسيكون أساس رؤيته هو الربط بين العوائد والإنفاق بحيث لا يزيد إنفاق النادي عن إيراداته بأكثر من نسبة معينة أو مبلغ محدد، شكراً "بلاتيني" .. وعلى منصات الاستثمار نلتقي،،،