|


د. سعود المصيبيح
العنف والتعصب والتعليم
2012-06-07

في دراسة علمية أجريت على معتنقي الإرهاب من الشباب، وجد أن60 % منهم دون المرحلة المتوسطة وبالتالي كانوا صيداً سهلاً لمنظمي الإرهاب الذين غرروا بهم وأثاروهم ضد بلدانهم، ولهذا أكدت كثير من الدول المتقدمة على إلزامية التعليم بحيث لابد أن ينهي الفرد المرحلة المتوسطة ويكون هناك عقاب للوالدين في حالة عدم إنهاء الابن أو البنت هذه المرحلة، ولهذا ينبغي سن الأنظمة والتشدد في ذلك حتى ينهي الجميع المرحلة المتوسطة كحد أدنى والمرحلة الثانوية كطموح أفضل وهذا يجب أن ينطبق على لاعبي كرة القدم إذ إن جزءاً من البذاءة في الأسلوب والخشونة والرغبة في إيذاء الخصم جسدياً ولفظياً يعود لقلة التعليم لدى هؤلاء اللاعبين فتتغلب مهاراته ولياقته على مستواه الدراسي مما يجعل إدارة النادي تغض النظر عن شرط التعليم ويتم تسجيله في النادي رغم أميته في الأخلاق وفي التعليم. ولدي إيمان بأن المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب مقتنعون بذلك، وأن التوجه هو في عدم تسجيل أي لاعب مهما كانت مواهبه ومستواه حتى ينهي المرحلة المتوسطة، ولهذا نشاهد التوتر والغضب والسخط والمناوشات والاعتداءات والخشونة في مباريات دوري الناشئين مما يؤكد أهمية التعليم لضبط هذه الأمور. من جهة أخرى، انتشرت في السنوات الأخيرة العديد من الألعاب الإلكترونية وألعاب البلاي ستيشن التي أدمنها الأطفال والمراهقون بشكل كبير، وهي تأخذ طابع الترفيه والتسلية ظاهرياً بينما هي في الباطن تبث روح العدوانية والعنف في نفوس أطفالنا وشبابنا تماماً كمن يضع السم في العسل، فهي تعودهم على القتل ومحاربة الخصم بضربه وتفجيره نظراً لأن هذه الألعاب ترتكز على محاكاة التغلب على الخصم وقتله بشكل دموي، فنلاحظ أنهم يبدأون بممارسة العنف والعدوانية مع من حولهم من زملاء في المدرسة وربما يمتد ذلك إلى الأسرة في المنزل وهذا بالطبع ينعكس عليهم في حال كانوا ضمن قائمة المشجعين لكرة القدم ، لذلك لابد للأهل من متابعة الألعاب التي يمارسها الطفل ويقضي وقتاً كبيراً من يومه وهو يلعب بها حتى قد تصل به إلى الإدمان عليها ويزداد تأثيرها عليه مع الوقت، وتعتبر هذه ظاهرة خطيرة إذا ما تمت السيطرة عليها ومراقبتها من قبل الوالدين، وهناك أقراص مدمجة تتضمن مباريات بين فرق عالمية في كرة القدم ويكون فيها عنف وخشونة وتوتر وهذا قد يبقى في العقل الباطن للمراهق وينعكس ذلك على سلوكه عند مشاهدته للمباريات في الواقع.