رحم الله الأمير نايف وأسكنه فسيح جناته ، فقد كان فينا مهابا ، و عظيما ، وحكيما وقائدا ، وسورا منيعا للأمن والسنة . ففي فتراتٍ مفصلية من تاريخ أمن هذه البلاد الطاهرة المباركة تصدى لمشكلات ربما لو وقعت في دولٍ أخرى لانفرط عقد أمنها ، وفقد الناس الثقة في أهم مؤسساتهم ، وأصبح الأمن شبه منعدم ، فسموه وهذه الحقيقة ليست بمستغربة كان أحرص الناس على أمن المواطنين ، وعلى أمن وسلامة و راحة ضيوف الرحمن من زوار ومعتمرين وحجاج بيت الله الحرام ، حيث كان يولي هذا الملف أهميةً قصوى وبالغة ، حتى أصبحت نجاحات خطط موسم الحج مرتبطة بسموه رحمه الله ، فقد كان يقف بنفسه على أدق التفاصيل و بشكل مباشر، وميدانيا يتفقد شخصيا ما تم إنجازه من استعدادات قبل أن يبدأ الموسم، وبعد أن يبدأ موسم الحج ويوجه ويتابع عن قرب حتى يعود ضيوف الرحمن إلى ديارهم سالمين ، وليس هذا فحسب بل على مستوى الأمن الداخلي أيضا كانت ثمار جهوده واضحة ، فالقفزات النوعية العالية الأداء المتواصلة التي يشهدها الأمن السعودي ليست سوى نتاج لاهتمامه وحرصه المستمر على التطوير ورفع مستوى كفاءة العمل الأمني على كافة الأصعدة . وفقدانه اليوم رحمه الله رحمةً واسعة بلا شك خسارة كبيرة لنا وللأمتين الإسلامية والعربية ، ولكل من تعامل مع سموه أو قصده في أمر من الأمور التي كانت تقع ضمن اختصاصاته العملية . فاللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك واغسله بالماء والثلج والبرد وأبدله دارا خيرا من داره واجعل كل عمل قام به لخدمة الإسلام والمسلمين في موازين حسناته والحقه بالصالحين والشهداء والصديقين ، وتجاوز عن خطاياه ، إنك على كل شيء قدير