|


د . رشيد الحمد
الفقيد الذي عمل لآخرته
2012-06-20

عزت العناية الإلهية إلا أن تغيب عن هذا الوطن الغالي.. والعالمين العربي والإسلامي ولي العهد .. الأمير نايف بن عبد العزيز الذي ظل مثالاً في المسؤولية والالتزام بهموم شعبه وأمّته .. مكرسا جهده ووقته وصحته في خدمتهم يبث الثّقة والأمل في نفوس من يعملون معه من خلال أدائه الرّفيع للمسؤولية الممزوجة بإنسانية عالية وإيمان عميق .. كان الرّاحل رحمه الله مدرسة في ولاية العهد وصون العهد بتجسيد حكمة قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أطال الله عمره فقد ارتبط اسمه وأصبح مرادفاً لكلمة "الأمن "لما عرف عنه ـ غفر الله له ـ من حكمة وسداد بالرأي فهو يمتاز في صفة قلّ أن يحملها غيره ألا وهي صفة الهدوء وقلة الانفعال والسداد بالرأي ناهيك عن حبه للخير في كل مجالاته والمواقف البطولية وأعماله الجليلة التي ستبقى شاهداً على ما قدمه في مسيرة حياته من مواقف وطنية وإقليمية ودولية شجاعة ومنجزات لا تحصى في مؤسسات الدولة والمجتمع السعودي ففي وزارة الداخلية ( أم الوزارات ) في عهده استتب الأمن وعم الرخاء ورفع من كفاءة الأجهزة الأمنية وطوّر آليات العمل بكل ما يتعلق بأمن الوطن وأمن زوّار الحرمين الشريفين مما ساهم وبشكل كبير في تفوق المملكة في جوانب عديدة التي لا يمكن أن تشهد هذا النمو إلا في جو من الطمأنينة والأمن هذا الأمن الذي رسخ الأعمال والمشاريع في المملكة كقناة استثمارية دولية استقطبت الكثير من الصناعات التحويلية في مجال النفط وغيره من المجالات الاقتصادية الحيوية بفضل الله أولاً ثم بفضل استقرار هذا البلد الإسلامي وهذا ما ركز عليه الأمير نايف من خلال الحفاظ على مقدرات البلاد وعدم تمكين المخربين من العبث باستقرارها من خلال تأسيس مؤسسة أمنية متكاملة قادرة على المضي بسلام وإن تغيرت القيادات، لأن العمل المؤسسي الذي انتهجه الأمير نايف أسهم بفضل الله في استمرارية العمل بالقوة والانضباطية الداعمة للكفاءة الأمنية التي أصبحت ثقة الجميع و نستحضر تلك المسيرة الطويلة الحافلة بالإنجازات الوطنية والإنسانية والعربية والإسلامية تلك المدرسة التي فاضت أمناً واستقراراً على الأرض المقدّسة في الحرمين الشريفين وكافة المناطق السعودية .. وبلغت في مسؤوليتها واهتمامها ورعايتها الأمّتين العربية والإسلامية .. فالمملكة تستقبل الملايين من أبناء أشقائها في الوطن العربي والإسلامي وأصدقائنا الذين اختاروا المملكة لتكون مصدر رزق لهم للعمل والاستقرار فيها .. فكانوا خير داعمٍ لأسرهم وبلدانهم .. وحقّقوا النّجاحات الكبيرة .. ولا تزال حتى اليوم.. المملكة الحاضن لأكبر عددٍ من الجاليات العربية والإسلامية" .. .. ثم كان الاهتمام الأكبر والذي تجسّد في مواكبة المملكة لمسيرة البناء والإعمار .. فكانت المساهم الأول .. قيادةً وحكومةً وشعباً .. في دعمها لهذه المسيرة .. وكانت آخرها وأعظمها هو الوقوف المشرّف لخادم الحرمين الشريفين وإخوانه وحكومته وشعبه .. إلى جانب الإخوة العرب في محنهم ضد القتل والإرهاب الذي تمارسه أنظمتهم . إنّ المواطنين العرب بغالبيتهم المطلقة يعتبرون أنّ المملكة العربية السعودية هي الشقيق الأكبر والأكثر حرصاً على أمن واستقرار وازدهار بلادهم .. وأنّهم اليوم يشاركون خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز .... وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز .. وإخوانهما .. وحكومة المملكة وشعبها .. أحزانهم بفقدان الرّاحل الكبير .. الأمير نايف بن عبد العزيز فقيدنا الغالي عمل طوال حياته من أجل مجتمعه راجيا المثوبة والأجر في آخرته و إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليخشع وإنّا لفراقك لمحزونون أسأل الله العلي القدير أن يلهم محبيه الصبر والسلوان و أن يتغمّد الرّاحل الأمير نايف بن عبد العزيز بواسع رحمته .. وأن يسكنه فسيح جنانه ..إنه سميع مجيب