نعيش وضعاً سيئاً مع الإعلام الافتراضي، فهو إعلام مخادع خبيث لاتعرف له مصدرا ولاتعرف له قاعدة، وينطلق هذا الإعلام مما يسمى بعالم الافتراض الذي لا تعرف حقيقة من يصدر معلوماته أو يتحكم في دواخله ومايصدر منه. وواضح أن هذا الإعلام خطير ومنظم وله برامجه وميزانياته للتحرك عند الأزمات وخلق بلبلة وروح تشكيكية وبالذات عند أحداث المملكة مما يدل على أن الموضوع ليس إنترنت واجتهادات شباب صغار في السن وإنما أناس يعرفون مايريدون وبدرجة احترافية كبيرة تتشارك عقول متعددة لوضع خطط الإساءة والتأثير على الرأي العام عبر التويتر والفيسبوك وبقية أدوات الإعلام الافتراضي .ومرت المملكة العربية السعودية بحدثين مهمين، هما وفاة ولي العهد الأمير سلطان رحمه الله ثم ولي العهد الأمير نايف رحمه الله، وبحمدالله ألهم الله عز وجل التوفيق والرأي الصائب لخادم الحرمين الشريفين في اختيار الأمير سلمان وليا للعهد والأمير أحمد وزيرا للداخليه وعم الارتياح الشعب السعودي لهذا الاختيار وهذا التعيين. وهنا نشط الشامتون والحاقدون والمبغضون لعقيدة التوحيد التي تقوم عليها هذه البلاد.. مستغلين درايتهم بالإعلام الافتراضي في ظل ضعف واضح في الأدوات الوطنية في هذا الأمر. وأصبحوا يثيرون الإشاعات والبلبلة والتقول في الأمور ومتابعة ماينشر أو يبث ثم اجتزائه باحترافية وإعادة منتجته وإظهاره بطريقة مختلفة، ثم بث أو نشر الأمر بطريقة مخادعة هدفها الإساءة والتشويه والتمويه على الحقيقة دون خوف من الله مع الدخول في النيات والكذب والفحش في القول والبذاءة في التعبير. وهذا لاشك عمل منظم دقيق له تخطيط في الحرب النفسية وخلق رأي عام مضاد للتشويش والإساءة. ولا يقف وراءه مجموعة من المراهقين أو غلاة الخوارج من سفهاء الأحلام وإنما عداء أجنبي هدفه بث الفوضى والتأثير على اتجاهات الناس والتلاعب في عقولهم. وبحمد الله المواطن السعودي أذكى وأعرف وأوعى من كل هذه المحاولات البغيضة، ولكن هذا ينذرنا بخطورة التأثير الثقافي والحاجة الماسة لتطوير آلياتنا في التعامل مع العالم الافتراضي وأقصد بذلك اليوتيوب والتويتر والفيس بوك وغيرها.لأن المواجهة ليست مع شباب صغار فقط يجتهد في طرحه وآرائه وإنما أناس يكتبون ويداخلون ويصنعون الحدث وغالبيتهم من خارج المملكة العربية السعودية وعلى الآباء وأولياء الأمور والمعلمين وخطباء الجوامع والدعاة والكتاب وغيرهم أن يتصدوا لهذه الحملات، وأن ينبهوا النشء والشباب من تصديق مايقال ومايبث لأن الأمن والاستقرار والطمأنينة التي نعيشها يريد البعض أن نقع في ماوقع فيه غيرنا، وهاهي سوريا واليمن ومصر وتونس والعراق وليبيا وغيرهم من الدول تئن من الفوضى والشتات وانعدام الأمن والقتل والحروب الأهلية مما لانعرف له نهاية، فالحذر الحذر من الإعلام الافتراضي وممن يخطط له بحقد واستهداف لبلادنا الغالية.