|


د.تركي العواد
عندما سب ميسي المسلمين
2012-06-27

جمعتني مناسبة بصديق أعرف انه من عشاق مانشستر يوناتيد فقلت له مداعبا (مبروك المركز الثاني في الدوري الانجليزي) فضحك وقال (بطلت اشجع المان يوناتيد من زمان.. بالعكس صرت اكرهه بعد ما سب روني العرب والمسلمين). استغربت من خبر سب اللاعب الانجليزي واين روني للمسلمين فقررت الكتابة عن الموضوع. ولكني قررت -قبل ان يأخذني الحماس وصديقته الحمية وأشن حملة شرسة على روني- ان أتحقق من الموضوع. فذهبت لقوقل وبحثت بالعربي والانجليزي عن التصريح الصحفي الذي سبنا فيه روني فلم اجد سوى اخبار مقتضبة عن الموضوع بالعربي في مواقع سعودية ومصرية وليس هناك مصدر واحد باللغة الانجليزية يذكر القضية. بعد عناء البحث المضني عن الخبر وخروجي صفر اليدين قررت ان اتصل بصديق انجليزي درس معي في جامعة ليدز البريطانية وأصبح بعدها صحفيا رياضيا لعله سمع بالخبر. فقال لي لو حدث وسب روني المسلمين لسمعت بالخبر ولقامت الصحافة الانجليزية المعروفة بحبها للفضائح بتغطيته. وأضاف , من المعروف ان المسلمين في بريطانيا نشيطون ولن يتركوا قضية مثل هذه تمر دون ان يصعدوها في الاعلام والمحاكم كما حدث مع عدد من الشخصيات البريطانية التي قالت كلاما مسيئا عن المسلمين. عرفت وقتها ان القصة من نسج الخيال وأنها ملفقة ولا أساس لها من الصحة. فاستغربت من ذلك , فما الذي يجعل سعوديا او مصريا يختلق مثل هذا القصة؟ طوال عمري وأنا اسمع بتهجم شخصيات عالمية على العرب والمسلمين فمايكل جاكسون ومادونا وكلينتون وغيرهم كانوا اطرافا في قضايا مشابهة ولكن معرفة الحقيقة في ذلك الوقت لم تكن ممكنة. ولكن اليوم مع ثورة الاتصالات ووجود العم قوقل اصبح تعقب مثل تلك القصص والتأكد من صحتها امرا ميسرا ولكن اكثرنا لا يريد ان يتعب نفسه بالبحث لان تصديق ما يقال هو اسهل الخيارات خصوصا ان في داخلنا نهم عجيب لكره الآخرين. فلا تستغرب عندما تقرأ خبرا جديدا يدعي بان ميسي او انيستا او فابريغاس سب المسلمين مادام الكره هو ما يحرك بعضنا وليس الحب والتسامح.