تعودت أن أسلك لمقر الرابطة طريقاً طويلاً كثير الإشارات يختصر الوقت الذي أضيعه على جسر الخليج الأقرب مسافة والأطول زمناً بسبب الزحام الشديد، لكنني خلال الأسبوع الماضي أسير بالسرعة القصوى المسموح بها على الجسر شبه الخالي من السيارات بعد الهجرة الصيفية لسكان العاصمة الحبيبة، فأين ذهب أهل الرياض؟ ستكون الهجرة منطقية لو كانت وجهة الجميع للمدن الباردة في شمال الكرة الأرضية أو قمم الجبال، ولكن من يعمل في منافذ المملكة الجوية والبرية سيخبركم أن “دبي” هي الوجهة الأولى للسياحة في ظل عدم استقرار الأجواء في “بيروت والقاهرة”، وهنا يبرز سؤال الستين مليار ريال (قياساً على مصطلح سؤال الستة ملايين دولار)، لماذا يهرب أهل “الرياض” من حرها إلى حرّ ورطوبة “دبي”؟ في رأيي المتواضع أن الناس تبحث عن الخدمات والرطوبة الاجتماعية المتمثلة في حرية الاستمتاع بالترفيه البريء والسياحة النظيفة. وسأستمر أطرح السؤال بحثاً عن إجابة شافية لأسباب حرمان المواطن والمقيم من تلك الخدمات السياحية في عاصمة أغنى دولة بالعالم. وأنتظر إجابة من يملك الجواب، لأننا يجب أن نتعاون لوضح الحلول التي تمنع هدر أكثر من ستين مليار ريال كل عام تنفق خارجياً – حسب أرقام الهيئة العليا للسياحة – وهو رقم يتزايد كل عام، وبالإمكان تقليص هذا المبلغ بشكل كبير إذا وفرنا لسائح “دبي” نفس المقومات في “الرياض” ولن أتحدث عن سائح أوروبا الآن. ولعلي أعرج بسرعة على “ثقافة السفر” التي تحتاج مقالات عديدة، حيث يكون السائح السعودي سفيراً لبلاده يعكس ثقافة المجتمع ويرسم صورته في أعين الآخرين، فالجواز الأخضر ليس وثيقة رسمية لدخول الدول الأخرى فقط، ولكنه بطاقة التعريف بمجتمع بأكمله يحكم عليه من تصرفات حامل ذلك الجواز، فبإمكانك أن تقول للناس بأننا خير شعوب الأرض أو أقلها حضارة من خلال تصرفك كسائح. تغريدة – tweet: تبدأ اليوم مباريات نصف نهائي بطولة أمم أوروبا، ورغم أمنيتي الخاصة بأن يرفع أفضل لاعب بالعالم “كرستيانو رونالد” كأس البطولة، ولكنني مؤمن بأن “حارس المرمى” هو نصف الفريق، والبرتغال هو الأضعف في هذا المركز الخاص، وبالمناسبة أقول بأنني طالبت أكثر من مرة بالسماح للأندية السعودية بالتعاقد مع حارس غير سعودي فكان الرفض قاطعاً.. وعلى منصات المحاولة نلتقي..