عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس(إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)رواه مسلم، والحلم هو الصفح كما وصف أيضا بأنه العقل والأناة مصدر من التأني في الأمر وعدم الاستعجال والرفق، وهذه القيم والصفات ارتبطت دائما بالعظماء من البشر وارتبطت مع ذلك الحكمة والعقل والرزانة. ومن عايش الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يجد أن ماذكر في هذا الحديث الشريف يتمثل في سماته وشخصيته حيث الحلم والأناة . ورغم مسؤولياته الجسيمة ومهامه المتعددة والمواقف التي قد يتعرض لها من واقع مايعرض عليه أو يعايشه، إلا أنه رحمه الله كان حليما ذا بعد في استيعاب البشر وأخطائهم وتصرفاتهم، ومن تسنى له حضور مجلسه الأسبوعي للمواطنين وماقد يحدث فيه من تعجل من بعض المراجعين ومحاولة القيام ببعض التصرفات وبعض الأصوات، إلا أن ردة الفعل لسموه تكون قي قمة الهدوء والحكمة والرزانة والحلم، ولهذا أحبه الناس وأعجبوا بهاتين الخصلتين من الحلم وعدم التعجل والتأني في الأمور. وهو في موقعه كحاكم ومسؤول وولي أمر هو ذلك العطوف الرزين الذي تأتيه المعلومات والأخبار والمعاملات عن أعمال وقضايا وأحداث قد تخص أناساً.. وربما التسرع في القرار قد يضر لكنه لايتسرع ويمنح الإنسان الفرصة، وربما يسأله أو يكلف من يثق به، وذلك بهدف التثبت وأخذ الحقيقة من مصدرها مهما كانت المبررات والأدلة، ولهذا تميزت الداخلية في أعمالها بالأمن والعدل والحرص الإداري الموزون. ومن يرى مايمر به مجتمعنا من تغيرات سلوكية ومشاكل أسرية وجرائم وخلافات يجد أن مرد ذلك للتعجل وسرعة الغضب وعدم التأني وعدم الحلم، لأن الحليم رجل حكيم مترفع عن الترهات ومنزه نفسه عن الإضرار بالآخرين ويحمل الحكمة والإتزان والتعقل، ومانشاهده في حياتنا اليومية من حالات نزق ومضاربات سواء في السوق أو خلال قيادتنا للسيارة يجد تلك العجلة والتهور والسباب والشتم، والمسلم ليس بالسباب ولا باللعان، وإنه ليس القوي بالصرعة ولكن القوي الذي يملك نفسه عند الغضب. ولهذا كرر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله لا تغضب لا تغضب لا تغضب .فحريا لنا التحلي بأخلاق الإسلام وقيمه وسلوكياته وأهمها الحلم والأناة وبالذات من ولي أمر في أعمال فيها النظر في أمور الناس وقضاياهم وأمنهم وتعليمهم بحيث يسود الحلم والرزانة والإتزان ويقابله التوتر وسرعة الغضب والاستماع للنمامين وعندها يكون الفرد متسرعاً كلمة توديه وكلمة تجيبه كما يقال بالمثل الشعبي. رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته (إنالله وإنا إليه راجعون). حقا كان فيه خصلتان يحبهما الله الحلم والأناة.