|




سعد المطرفي
شباب منضبط جداً
2012-07-01

بطولة كأس أمم أوروبا التي ستنتهي الليلية قدمت خدمة اجتماعية عالية جداً للناس هذا الصيف أكثر مما كان يفترض أن تقدمه بطولة كأس العرب على اعتبار أن الأخيرة مقامة في عروس المصائف الطائف. فالأسر التي لاتملك القدرة على السفر أو تغيير النمط المكاني كانت البطولة الأوروبية لها بمثابة فرج فعلي للخروج من هذا المأزق، بما في ذلك الأسر التي اهتماماتها بالكرة متوسطة أو ذات درجة أقل، فقد انشغل معظم الشباب بمباريات البطولة بشكل منظم ويومي خلال الأسابيع الماضية وهو انشغال حميد كون توقيت غالبية مبارياتها لايتزامن مع مواقيت الصلاة، والأثر الذي تركته هذه البطولة الأوروبية كان واضحا جداً، فنسبة تواجد الشباب في الأماكن العامة وفقا للإحصائيات القياسية خلال الأسابيع الماضية تراجعت كثيرا عن ذات التوقيت من العام الماضي بسبب الانشغال الزمني بالبطولة، أي بدء صيف بلا مضايقات. ونسبة أشغال المقاعد التعليمية في المعاهد الخاصة التي تقدم برامج موجهة في اللغة الإنجليزية، ومهارات التفكير والإبداع أيضاً سجلت ارتفاعا مضاعفا في الفترة الصباحية وشبه انعدام في الفترة المسائية لمن تزيد أعمارهم عن أربعة عشر عاما، وذلك بسبب حرص الشباب على متابعة مباريات البطولة، حتى أعضاء لجان بطولة كأس العرب انشغلوا بمتابعة البطولة بحرص يفوق مستوى استمتاعهم بالبطولة التي تقع تحت إدارتهم المباشرة. ولهذا وداع البطولة الليلة سيعني عودة الشباب المنضبط زمنيا خلال الأسابيع الماضية إلى الإفراط في سوء إدارة الوقت والبحث عن بدائل لملء أوقات فراغه، وبالتالي كم نحن بحاجة إلى الخروج بمزيد من الأنشطة الرياضية العالية التنظيم في مثل هذا التوقيت من كل عام، ويجب أن لا يقتصر دور الرئاسة واتحاد الكرة على بطولتين أو أربع طوال الموسم، فهناك أكثر من مائة يوم لدى الشباب بحاجة إلى إشغالها بشكل ملائم، خصوصا الشباب الذي لا يفضل السفر ولا الالتزام العملي بفصول صيفية وذو قدرات مادية محدودة.