أواصل الحديث عن المخدرات وخطورتها على المجتمع وأهمية مواجهتها بأقوى السبل العلمية ومن ذلك المعلومات، حيث إن معلومة عدد مدمني ومدمنات المخدرات مهمة جداً لتحديد المشكلة، ولابد من نشر الإحصاءات للباحثين والمتخصصين ونخبة المجتمع ليمكن استيعابهم والاستفادة من مواقعهم في التحذير من المخدرات، ولدى إدارات الإحصاء في الشرط والهيئة وإدارات مكافحة المخدرات والشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والمحاكم والتحقيق والادعاء العام والمستشفيات أرقام يمكن أن تشرح لنا حجم المشكلة وأهميتها. وأرى أيضا أن هناك مشاهير من الله عليهم بالقبول لدى فئات المجتمع فأصبحوا نماذج مؤثرة ومحبوبة كالمفتي العام وأعضاء هيئة كبار العلماء وكبار المسؤولين في الدولة، والشخصيات الاقتصادية الفكرية والشبابية كالشيخ سليمان الراجحي وعبدالرحمن الجريسي والشيخ عايض القرني، واللاعبون محمد الشلهوب ومحمد السهلاوي وتيسير الجاسم وغيرهم، وكذلك الكتاب ومقدمو البرامج التلفزيونية الناجحة، والباحثون والأكاديميون الذين من الممكن استخدام شعبيتهم وأسلوبهم في الأداء كوسائل إقناع للتحذير من المخدرات، ومثل خطباء المساجد والدعاة وشيوخ القبائل وأصحاب المنتديات الفكرية كل في منطقته ومدينته.. ومن المهم أيضا عند مكافحة المخدرات عدم الاستهانة بالتدخين، لأن الكثير من المدمنين بدأوا بإدمان التدخين ثم تطور بهم الحال إلى الحبوب ثم إلى بقية أنواع المخدرات.. والنار من مستصغر الشرر، ويجب شن حملة ضد المدخنين والتضييق عليهم، وقد رأيتهم في الغرب لاتراهم يدخنون إلا بالقرب من دورات المياه، وهذه دلالة على قذارة السلوك وقذارة المكان الذين يلجأون إليه. وأحث كذلك على موضوع التشهير بالمجرمين، ذلك لأن من يمارس المخدرات ويروجها وبالذات الكبتاغون الذي يتضح أنه خلف الكثير من الجرائم بسبب نشاطه الوهمي الكاذب.. لابد أن يتم التشهير بهم. فإذا كان الممارس يخشى على سمعته فإنني أرى أن الأحكام القضائية إذا تضمنت التشهير في وسائل الإعلام فإنه يمكن حصر هذه الظاهرة وإظهار النماذج السيئة للقضاء عليها، ولدينا تجربة الإمارات في محاربة المعاكسات في الأسواق، حيث انحصرت بسبب التشهير رغم انفتاح البلد هناك، ويمكن دراسة ذلك وفق ضوابط معينة، وهذه وسيلة إقناعية مهمة للتحذير من خطورة المخدرات.وأضيف إلى ذلك موضوع التكرار في وسائل الإعلام لأنها مهمة جداً للتحذير من المخدرات، وهي وسائل إقناع مهمة ينبغي التكرار والعرض المكثف والنشر المتعدد لها، لأن مشكلة بعض النخبويين عند التعامل مع الإعلام هي استيعابهم السريع بحكم الثقافة والتعليم، فيتوقعون أن الآخرين مثلهم، وجاءوا بمصطلح بغيض هو أن الإعلام يحرقه التكرار.. وما علموا أن الإعلام لم يوجد إلا لكي يستخدم، ولهذا التكرار مفيد للبسطاء وعامة الناس في تكرار التحذير من المشكلة حتى لو طرحت بكثرة، ولا ينبغي أن يحكم عليها النخبوي بمنظاره من برجه العاجي فيعيق الأعمال الإعلامية وتكرارها.. وبالمقابل لايقدم شيئاً، فما أسهل الحديث وما أقل العمل. وقد أسفت لصفحات في الصحف أو برامج تلفزيونية عن المخدرات تم إيقافها بحجة كثرتها، أو إن الكثرة قد تجرئ الناس على فعل الشيء، وهي وسيلة من وسائل إخفاء الأمور عن الواقع ثم تتضخم حتى تنفجر، وهذا مخالف لمنهج الدولة في أهمية استخدام الصحافة والقنوات التلفزيونية ومواقع الإنترنت ورسائل الجوال في الحرب على المخدرات والتحذير من خطورتها، وهنا أود التركيز على الجوال كوسيلة مهمة موجودة بين الشباب، وبالتالي ينبغي استخدام الرسائل النصية ورسائل الوسائط كوسيلة إقناعية من وسائل التحذير من المخدرات.