دوّن (أيان رتليدج) ملاحظة ساقها في أولى صفحات كتابه (العطش إلى النفط) أشار في هذه الملاحظة إلى أن معظم شركات النفط المذكورة في متن الكتاب تغيرت أسماؤها أثناء الفترة التي استغرقها إعداد الكتاب، ولأن الأسماء الجديدة ستكون الأقرب على سمع القارئ من الأسماء القديمة أشار إلى أنه لجأ في الفصول التي تحتوي على سرد تاريخي إلى تبني طريقة ذكر اسمي الجديدة والقديمة معاً ثم العودة إلى استخدام الاسم الجديد فقط في موطن الإشارة التالية إليها بصرف النظر عن الفترة الزمنية التي بدأ فيها استعمال الاسم، وهكذا بدأ الكاتب (رتليدج) حريصاً على التمهيد للقارئ فيما يمكن أن يحدث عنده خلط أو تشويش يضيع المعلومة ويفسد سرد توالي الأحداث، وبالتالي يضيع إمكانية الفهم التاريخي من حيث معرفة الأسباب واللاعبين والمسوغ ومنطقية التحول والتطور والنشوء والزوال وغير ذلك مما يمكن أن تمهد له المعلومة الواضحة وتخليص التشابك بين الأسماء والحقب والمراحل. ذلك وأنا أستعيد قراءته إذ هو ليس بالإصدار الجديد ذكرني حال المهتمين بتدوين تاريخنا الرياضي وكيف أنهم كانوا يعانون كثيراً من مسائل مشابهة لما واجهه كاتب (العطش إلى النفط)، لكنهم بدلا من أن يتبنوا منهجاً في كتابة التاريخ سايروا أخطاء أخرى لغيرهم من عاملين أو أصحاب قرار في الأندية والهيئات والمؤسسات الرسمية فوصل الأمر ببعضهم إلى العجز عن السير في طرق متعرجة أو انقطعت وأخرى تم تبديل عناوينها وفي أحسن حال تم عبر إنشاءات مؤقتة تحويلها إلى طريقة أخرى وتصدى البعض الآخر منهم إلى محاولة فرض جبرية الرضوخ أن التاريخ الرياضي بما فيه من تأسيس ومسابقات يجب أن يدون بما فرضه عليهم واقع الحال دون أن يتمكنوا من رسم خارطة طريق يمكن لها أن تفك تشابك المسابقات، وتغيّر الأسماء ونحن هنا نتحدث عن مؤرخين لهم أن يسعوا للبحث والتجريب للوصول إلى أقرب نقطة ممكنة للحقائق مجردة من أي تحفظ أو خشية أو مجاملة وبحياد ونزاهة وأمانة. إنني أدعو كل الزملاء المهتمين القادرين على تدوين وكتابة التاريخ الرياضي ومعهم العديد من المعاصرين من عاملين ومسؤولين في الأندية والهيئات ومن الإعلاميين إلى تحرير مصطلحات وأسماء المسابقات لإعادة تركيب الأحداث وبنائها من جديد. لا يمكن أن تكون حتى أحداث جرت وانتهت تدخلنا في حيص بيص ومحل خلاف واختلاف.. هل صحيح أن كأس الملك هي نفسها كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وهي نفسها كأس ولي العهد وأن الدوري الممتاز هو نفسه كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ودوري زين، وأن كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم هي ذاتها كأس الأمير فيصل بن فهد؟ يقول مؤلف (العطش إلى النفط): لقد زاد من صعوبة سرده التاريخي لواقع شركات النفط أن بعضها قد اندمج خلال الفترة التاريخية التي غطاها الكتاب، فمثلاً اندمجت شيفرون 2001 مع تكساكو لتصبح شيفرون تكساكو، في هذه الحالات استعمل الاسم المناسب للشركة في الفترة الزمنية المغطاة أي (شيفرون) قبل 2001 وشيفرون تكساس بعد ذلك، لقد استعمل كلمة نفط في جميع الكتاب إشارة إلى عائم النفط الخام والنفط الخام مع الغاز الطبيعي، أما كلمة بترول فاستعملها للإشارة إلى المنتجات المستخلصة من النفط بالتكرير وهكذا.