تعد ظاهرة التعصّب الرياضي أحد أهم روافد إذكاء التعصّب في نفوس الناشئة، مما ينمي لديهم اتجاهات سلبية نحو الآخرين، ويزيد من ميلهم إلى البعد عن تقبّل الطرف الآخر، ويتطور الأمر إلى الرغبة في التنفيس عن مكنونات النفس بإظهار تصرفات سلوكية عنيفة، وقد يصل الأمر إلى التعبير عن ذلك بالتخريب للممتلكات العامة والإيذاء للآخرين والإضرار بهم. مما يستدعي التدخل تربوياً للحدّ من انتشار تلك الظاهرة بين الطلاب، وبذل الجهود من جميع القطاعات المعنية وبالذات في وزارة التربية والتعليم للإسهام في التوعية وعلاج تلك الظاهرة بمنظومة متكاملة من البرامج والإجراءات الهادفة إلى تعديل سلوك الطلاب، وتنمية الاتجاهات الإيجابية المرتبطة بمفهوم التشجيع والانتماء الرياضي، والقائم على احترام الآخرين. ومن هنا قدمت أنا وزملائي في الفريق الاستشاري لوكيل وزارة التربية والتعليم بفكرة توحيد الزى الرياضي للطلاب في مدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية، وهو أمر تقتضيه المصلحة التربوية والتعليمية، وينطلق من منطلقات دينية ووطنية واجتماعية وحضارية، ذلك أن الطالب عندما يرتدي الملابس الرياضية خلال مشاركته في دروس التربية البدنية وعليها شعار المملكة العربية السعودية والوزارة، وكذلك الشركة الراعية لهذه الملابس، إن وجدت دون أن تحمل أي عبارة لا تليق بالمؤسسة التربوية والتعليمية التي ينتمي إليها، ولا بمظهره كطالب مسلم. سيكون ـ بإذن الله ـ في مأمن من ظهور بعض السلوكيات غير المرغوبة والتي تنتج عادة التعصب الرياضي للأندية والفرق الرياضية داخل المملكة وخارجها. وسيكون من أهم أهداف المشروع: تعزيز دور وزارة التربية والتعليم في معالجة الظواهر السلوكية المرتبطة بالتعصّب الرياضي من خلال منظومة متكاملة من البرامج التوعوية والتربوية، ومن خلال توحيد الزى الرياضي في مدارس التعليم العام. وحددت الأهداف التفصيلية للمشروع منها 1 ـ تفعيل دور قطاعات الوزارة في تنظيم حملة توعوية، ومنظومة متكاملة من البرامج التربوية لمعالجة ظاهرة التعصب بمختلف أشكاله، مع التركيز على جانب التعصّب الرياضي. 2 ـ تحفيز الطلاب على ارتداء الملابس الرياضية في دروس التربية البدنية. لتنمية عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة والمحافظة عليها. 3 ـ تعميق الحس الوطني لدى الطلاب بارتداء ملابس رياضية بشعارات وطنية. 4 ـ علاج بعض مظاهر التعصب الرياضي لدى بعض الطلاب المرتبطة بألوان الأندية الرياضية وشعاراتها. 5 ـ الإسهام في علاج ظاهرة ارتداء الطلاب زياً رياضيا يحمل صورا ورسومات غير مناسبة. 6 ـ تعزيز الشراكة بين الوزارة والقطاع الخاص في دعم التعليم ومشاركته في خدمة المجتمع. ورغم أن هذا المشروع التربوي قدم من مجموعة من الخبراء والمستشارين التربويين متعددي ومتنوعي التخصصات تشرفت برئاستهم فقد نجح تطبيقه في بعض المدارس الخاصة المتميزة كمدارس الظهران بالمنطقة الشرقية والمدارس المتقدمة بالرياض ومدارس الأبناء التابعة لوزارة الدفاع سابقا والعديد من المدارس بدأت تطبق المشروع إلا أن وزارة التربية والتعليم لم تحرك ساكناً وتم وأده ولم يجد النور منذ أكثر من سنة مضت ومن وجهة نظر شخصية أرى أن المشروع قد ينجح وبالذات مع الطلاب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة خاصة وأنها ستجد قبول من ولي الأمر والملابس ستقدم لهم مجاناً من خلال رعاية بعض الشركات الوطنية وقد يطبق المشروع في بعض الإدارات التعليمية كتجربة ومن ثم يقيم وينظر في تعميمها.. والله الموفق.