|


د. سعود المصيبيح
الأمانة والنظافة
2012-07-29

ترك الأمير الأمين النبيل عبدالعزيز بن عياف موقعه الوظيفي بذكرى جميلة لدى سكان منطقة الرياض بسبب جهده ونشاطه وعمله وإخلاصه وأفكاره التطويرية فغدت الرياض مدينة منظمة بميادينها وطرقها ومتابعاتها البلدية المنضبطة للمطاعم والأسواق وكثرت الحدائق والساحات وميادين المشاة وانتشرت ثقافة الترفيه واحتفالات الأعياد والمسرحيات وجوانب الترويح الجميل فشكرا أيها المسؤول المخلص وجميل أن يترك الأنسان موقعه والناس تتذكر بصماته لأن التاريخ لابد أن يقول الحقيقة وقد مررت وغيري بمحطات وظيفية مختلفة ويكثر الهرج والمرج حول العمل وتركه لكن الناس المنصفين هم شهود الله في أرضه وماخلفه الإنسان من عمل وبصمة وجهد هو ماسيسجل ويذكر. أما الجزء الآخر من المقال فهو يخص النظافة وعدم توفيق الأمين والأمانة بل وزارة الشئون البلدية والقروية في حسمها ولا زالت المدن تغص بالنفايات ولا يوجد أي غرامة أو متابعة للإهمال في ذلك واذكر في بريطانيا أنني نسيت إخراج برميل الزبالة أعزكم الله أيام الدراسة فرجعت من لندن لمدينة كارديف التي أسكن فيها حتى أخرج الزبالة لأن هناك أنظمة صارمة لمن يتأخر في ذلك أما أن ترمي بمنديل متسخ أو علبة فارغة في الأرض في عاصمة متحضرة فهذا هو الويل والثبور وعظائم الأمور ولهذا تجد سنغافورة أو لندن أو كوالالمبور أو جنيف أو المدن الألمانية جمعاء نظيفة وأنيقة . وقبل أسابيع عند الإشارة في مدينة الرياض رمى مقيم أمامي بكل استهتار بعض النفايات في الشارع وكانت معه أسرته فنزلت من سيارتي وأخذتها أمامه ورجعت لسيارتي دون أن أقول كلمة وبعد أن فتحت الإشارة لحقني واعتذر بشدة وقال أنحرجت أمام أسرتي وأعطيتنا درسا وأولادي لاموني ونحن نحب هذا البلد لكن الكل يفعل ذلك قلت رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال إماطة الأذى عن الطريق صدقة . وفي تاريخ السبت 26 رجب 1433 نشرت إحدى الصحف تصريحا للوزير الأمير الأكاديمي المثقف منصور بن متعب بن عبدالعزيز قال فيه بأن مناقصات الأقل تكلفة أثرت على مستوى النظافة موجها هذا الكلام لوزارة المالية وأنا أقول بأن المدن تضخمت والعقود كبيرة ولكن نحن نحتاج إلى سن أنظمة رادعة ونستفيد من تجربة المدن العالمية النظيفة في حزمهم مع سكان البيوت والمتاجر والمصانع والأسواق والمطاعم فرغم الأرباح التجارية لهذه المنشآت إلا أنها لا تسهم في النظافة وتجد طريقة التنظيف مناطة بالشركة المتعاقد معها وهنا نحتاج أيضا ان نكون رقباء وأن تفعل الوزارة أسلوب تعاونها مع المواطنين من حيث أن يكون 28مليون مواطن رقباء على من يرمي النفايات وان نستشعر ما يأمرنا به ديننا بالتوعية الواسعة والضخمة في الجوامع والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام مع الحزم الشديد مع المتهاونين وفاقدي الذوق والإحساس حتى تصبح مدننا نظيفة ليس بعقود وزارة المالية وإنما بروحنا الجميلة النظيفة وتعاوننا مع بعضنا البعض وبالأنظمة الرادعة القوية الواضحة للجميع في كل شئون وأسايب وطرق النظافة.