عن أي جمعية عمومية تتحدثون؟ لا أحد يسأل عن حال الجمعيات العمومية للأندية إلا مع عقدها، وهذا السؤال المتأخر جداً يتم وضعه على الرف حتى موعد آخر لجمعية أخرى ومع عقدها يظهر ليطرح نفسه مجدداً بذات الصيغة وعلى نفس الجهات ويخرج بالنتيجة نفسها.
أكثر من يتورط في هذه الأسئلة المعلبة الإعلاميون، فهم يرون أنهم جهة سلطة ورقابة إلا أنهم يكتفون بهاتين الميزتين دون أن يدعماها بأعمال صحفية تخدم التنوير والمعرفة بما يتعلق بالجمعيات وهذه أيضا من الأدوار التي يجب عليهم أداءها كما هي الرقابة والسلطة التي يتمترسون خلفهما كلما جد الخطب.
يصدم الجميع بعدد أعضاء الجمعية للنادي، لكن لا أحد بعد ذلك يمكنه تغيير هذا الحال إلى حال أفضل ويتمسك الجميع بعقد الجمعية العمومية للنادي تجري من خلالها عملية انتخابات، فإذا بالأمر لا يتجاوز المئات الموجهة، يحلم البعض بعشرات من آلاف الأعضاء الذين يحق لهم انتخاب الرئيس الأكفأ أو نزع الثقة منه إذا غيّر مساره فيما يلحق الضرر بمصالح النادي فلا أحد استطاع أن يقول لنا كيف ولا الآخرين رحمونا من التباكي على حال الجمعيات وتبادل الاتهامات حول من يقف فعلا وراء عدم تفعيلها بدلا من صوريتها.
عدد أعضاء الجمعية العمومية لكل ناد يجب أن تعكس شعبيته في الشارع الرياضي، كما أنها أيضا تعطي مؤشرا لما يلقاه هذا العضو من اهتمام من طرف النادي، لكن أنديتنا جمعياتها بلا أعضاء وأعضاؤها بلا امتيازات وربما لو سلم الأمر من خوف بعض الإدارات من أن وصول الآلاف من الأعضاء قد يكون في غير مصلحتهم لسارعت على الأقل بعضها ومن خلال عمل تسويقي بحت لوضع خطط، ولأقدمت على خطوات لتحقيق شيء من ذلك، أقول ربما.
من يصدق أن أندية بشعبية الاتحاد والهلال والأهلي والنصر لا تجد على أقل تقدير 100 ألف عضو يدفع الواحد منهم 240 ريالا فقط ليحق له ومن خلال عملية انتخابية بما فيها من تحالفات وتفاهمات وتكتلات وتنسيق أن يختار الرئيس ويسقط الآخر؟ هل يعقل أن الأندية التي ومنذ تأسيسها في الخمسينيات الميلادية وهي تعتمد بحسب النظام أسلوب اختيار إدارتها عبر الجمعيات العمومية من يصدق أنها حتى هذه الساعة لم يستطع أحد فيها أن يصل إلى ذهنية الجماهير ليقنعهم بأهمية وقيمة أن يكون المشجع عضواً في الجمعية العمومية مقابل 240 ريالا سنويا؟ لا أعتقد أن المشجع سيطلب مقابلها أي شيء أكثر من حضوره الجمعية والإدلاء بصوته وهذا كاف جداً.
إن الجمعية العمومية في أي منظومة هي أعلى سلطة تعتمد إصدار اللوائح الداخلية واعتماد العضوية والبرامج والنظر في التقارير والمصادقة على الحسابات الختامية والميزانية وانتخاب الرئيس ونائب الرئيس وتعيين الأعضاء، كم أتمنى لو اقتطعت بعض الجماهير من المصاريف التي تنفقها على صبغ وجهها وشعرها بألوان النادي ورحلاتها المكوكية لاستقبال الفرق واللاعبين الأجانب في المطارات ومطاردتهم من مدينة إلى أخرى، كم أتمنى لو اقتطع كل واحد منهم 240 ريالا وحصل على بطاقة العضوية ليعبر عن رأيه من داخل قاعة عقد الجمعية العمومية الذي يسمعه فيها أصحاب الشأن بدلا من التمثيل والخداع في الفضائيات والمطارات وحتى في المدرجات.