تنشد الرئاسة العامة لرعاية الشباب التميز دائماً، وتحاول إبراز نشاطاتها في مجال الشباب والرياضة في كل مناسبة في ظل اتهامها بأنها تعمل بدون تخطيط ولذلك فإن جميع أفعالها وفكرها ينتج عنه ضياع للوقت والجهد في حين أن التخطيط الاستراتيجي يوفر إطارا رحبا ومناخا صحيا للعمل وبذل الجهد والتركيز لتحقيق الأهداف، والتخطيط يوجه فريق العمل إلى الانتقال إلى العمليات الإدارية الفنية واضعين أمامهم المستقبل غير متجاهلين الماضي مع الاستفادة من العنصر البشري، وفي أي مؤسسة رياضية يعتمد نجاحها للقيام بمسؤولياتها على تميز ونجاح مديرها ولو سالت الآن أي مسؤول بالرئاسة ماذا حققتم من أهداف وبالذات طويلة المدى فلن تجد منه الإجابة والرئاسة العامة لرعاية الشباب لها علاقة بكل منزل في هذا الوطن الغالي فإنجازاتها تسعد كل منزل بما فيه من كبار وصغار من الجنسين وتابعنا منافسات ومسابقات دورة الألعاب الأولمبية بلندن وجلسنا على أعصابنا نترقب أي إنجاز يحققه أبطالنا وجاء الفرج على يد أبطالنا الفرسان بميدالية برونزية ولا أغلى والمتابع المنصف كان يتوقع أن الإنجاز بعد توفيق الله سيتحقق من أحد لاعبي اتحاد ألعاب القوى أو الفروسية على اعتبار أن المنتخبين قد استعدوا الاستعداد الجيد للمشاركة وعطفاً على ما حققوه من إنجازات في مسابقات عربية ودولية سابقة ولكن بعد هذه الميدالية يتضح بأنه لاشيء مستحيل مع العمل المنظم فما تم مع الفرسان كان عملا احترافيا بما تعنيه الكلمة حيث أتيحت الفرصة لفرساننا المشاركة في بطولات متنوعة طوال العام وحظوا باهتمام منقطع النظير من القيادة السياسية والرياضية ومن اللاعبين أنفسهم وعوائلهم وتفرغوا تفرغاً شبه تام للتدريب والمشاركات إذاً أمامنا مثل حي بأن لاشيء مستحيل في الرياضة وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا لا يتم إعداد باقي المنتخبات الوطنية على هذا النسق وما الذي يمنع ذلك، أما أبطالنا في ألعاب القوى فأرى أنهم أخفقوا في ظل دعم غير محدود لهم وليس لهم عذر بعد الإخفاق بإمكان شبابنا أن يحققوا إنجازات في العديد من الرياضات إذا أعدوا الإعداد الأمثل وتم تخصيص الميزانيات بما يكفل استفادة تلك الاتحادات ويتم استقطاب مدربين على مستوى عال مع تقليص الجهاز الإداري والتركيز على الأجهزة الفنية، ننتظر فور عودة وفدنا بوعود نسمعها بعد كل مشاركة لم تعد تجدي في ظل العمل العشوائي في إعداد أبطالنا للمشاركة في المسابقات وعند كل تمثيل خارجي من المؤسف أن يخرج لاعب أو إداري بعد فشله في أي مشاركة ويبرر الإخفاق بسوء الإعداد وقلة الفترة الزمنية وعدم وجود مخصصات مالية، لا أظن أن هذا المبرر مقبولا في بلد كالمملكة التي تعد أغنى بلد في العالم وتنفق كل غال ونفيس من أجل رفعة شبابها وتميزهم في كل محفل، لكن الرياضة لدينا بليت بعوائق إدارية وفنية لابد من معالجتها فمن يعمل بالاتحادات الرياضية ويقومون على شؤون الرياضة جلهم ليس لهم علاقة بها والمتميز من الفنيين أو الأعضاء الذي يعطي رأيه بصراحة ووضوح يحارب حتى يطفش ويترك الجمل وما حمل وكذلك عدم التخطيط لمستقبل الألعاب وأنا أعرف بعض الاتحادات تصرف على الجانب الإداري أكثر من الجانب الفني أي تنفيع بعض الموظفين وتمتين العلاقات على حساب توظيفهم، ثم جانب آخر يعيق التطوير أن العاملين في الرئاسة من موظفين ليس لهم علاقة بالرياضة أصلاً وليسوا أهل اختصاص فكيف سيكون لمستقبل رياضة الوطن؟ إنها ستعاني، وكما هو معروف غير المتخصص يتأثر بالإعلام ولذلك من يدير ويؤثر في مسيرة الرياضة هو الإعلام ولنا في أحداث هذا الأيام مثال من نقد لاذع لوضع الرياضة ووضعها وتدهورها دون وضع حلول والكل بدأ أمام المشاهدين جريئا في طرحه بعيدا عن إيجاد آليات للعلاج ولذلك إذا كانت القضايا تظهر في الممارسة الإعلامية بوجه عام فإن هذه الإشكاليات تبدو أكثر تأثيرا وقت الأزمات الرياضية ولاشك أن إخفاقات منتخباتنا وتدني مستوى رياضتنا وسوء تطبيق اللوائح ودور الإعلام في تغطية هذه الأزمات بأحداثها أثارت العديد عن الكيفية التي مارس بها الإعلام الرياضي دوره في تغطية الأحداث والتداعيات وهذه وضعت مصداقية إعلامنا محل تقويم ومناقشة والشيء المؤسف أنه لم يطرأ تغيير على أداء الإعلاميين هذا الموسم عن الموسم الماضي، من فسح لهم المجال للحديث عن قضايا الرياضة ومستقبلها البعض لم يسبق أن مارس الرياضة حتى في المدرسة والشواهد كثيرة فلك أن تتابع قنواتنا الرياضية وترى من يتحدث فيها إعلاميين محسوبين على الأندية ويدافعون عنها وعندما ينتقد أية لاعب من ناديه المفضل ينقلب شخص آخر وكأنه مكلف من إدارة النادي للدفاع عنه مما ظهر على أثره إعلام الأندية ويتحدثون عن جوانب تطويرية ونقدية ليس لهم علاقة بها، والمتخصصين في المجال الرياضي مبعدين، فكيف بإعلامي يفكر في قضية تتعلق برياضة وطن أن يتحدث عنها بعمق ويعطي وجهة نظر فنية محايدة وهو لا يملك ذلك ولذلك فالرئاسة في الفترة المقبلة عليه الحرص والدقة في اختيار الكوادر الإدارية للعمل بالرئاسة والاتحادات الرياضية لينعكس إيجاباً على العمل بهما وتفعيل دور الإعلام المتخصص لزيادة ثقافتهم في أنواع الرياضات المختلفة.. والله المستعان.