نعيش في هذه الأيام الفضيلة أوقاتا إيمانية عظيمة في العشر الأواخر من شهر رمضان شهر الرحمة والعفو والغفران. وصرح مساعد وزير الخارجية بعدد التأشيرات التي صدرت للمعتمرين والي قاربت الستة ملايين تأشيرة وهذا دلالة كبيرة على الانتشار الكبير الذي يشهده الدين الإسلامي القويم وحرص المسلمين للتقرب إلى الله بالعبادة وفضل العمرة في هذا الشهر الكريم كما يدل على الوضع الأمني والإنساني والحضاري والتنموي والعمراني والاقتصادي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية فاستقبال هذا العدد الكبير وتنظيم أمنهم وخدماتهم وتنقلاتهم ومعيشتهم وإسكانهم وصحتهم أمر في غاية الأهمية ويتطلب جهدا وتخطيطا وعملا متواصلا منظما حتى يعودوا لبلدانهم آمنين مطمئنين وهذا بخلاف الأعداد الكبيرة المعتمرة من الداخل من سعوديين ومقيمين الأمر الذي يتطلب زيادة الوعي في هذا الأمر وتنظيمه وتعميق الثقافة الدينية في وسائل التقرب إلى الله ومن ذلك الصدقات وإطعام المساكين ومساعدة الثكالى والمحتاجين وكفالة الإيتام وان يراجعوا ماكرر القرآن الكريم ذكره في هذا الأمر و ذلك للقضاء على الفقر وإيجاد حالة من التكافل الاجتماعي داخل المجتمعات الإسلامية وحتى نقلل من التدين الفردي التعبدي الذي لا يحس بالآخرين ويبالغ بالصرف على الذات دون التفقه في أن هناك مجالات أخرى للتقرب إلى الله . وفي هذه الأيام المباركة نعيش دعوة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلى عقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي والذي يأتي في ظروف استثنائية يعيشها العالم الإسلامي وهم أحوج مايكونون للحوار والاجتماع وتوحيد الصفوف والاعتصام بحبل الله المتين . وهو امتداد لحرص هذه الدولة المباركة على التضامن والأخوة الإسلامية فقد دعا الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى أول مؤتمر إسلامي في مكة المكرمة للمشورة عام 1926 حضره 69 مندوبا من الهند وتركيا ومصر والاتحاد السوفيتي والسودان وغيرها ثم تم إنشاء رابطة العالم الإسلامي الذي صدر من مؤتمر العالم الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة عام 1381 ثم شهدنا زيارات الملك فيصل رحمه الله التاريخية في السبيعينات الميلادية والتي أدت إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وتواصلت جهود المملكة العربية السعودية في عهدي الملوك خالد وفهد رحمهما الله وبحمدالله تجد بلادنا التقدير والاحترام لجهودها في عمل الخير ورأب الصدع وتوحيد الكلمة ومساعدة المسلمين وإغاثة اللهفان وبإذن الله يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة في توحيد القلوب وتعميق العلاقات بين المسلمين شعوبا وحكومات بما فيه نمائهم حضاريا وتقنيا وفكريا وإنسانيا واقتصاديا وقطع الطريق على من يحاول بث روح العداوة والتفرقة والطائفية والكراهية لنعود أمة واحدة يعمها الخير والسلام والنماء والتعاون والتضامن والطمأنينة.